حذّرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية من تورط مليشيات الحشد الشعبي الشيعيةبالعراق في القتال ضدتنظيم الدولة الإسلامية في محاولة لاسترجاع مدينة الفلوجة (غربي بغداد) من سيطرته، وقالت إن اشتراك المسلحين الشيعة في القتال ينذر بإشعال نيران فوضى طائفية في البلاد. وأوضحت أن المليشيات الشيعية الموالية للحكومة العراقية ساعدت في استرجاع عدد من المناطق الرئيسية من سيطرة تنظيم الدولة في العراق، وأنها قامت بملء الفراغات التي تركتها القوات العراقية الضعيفة. لكن هذه المليشيات الشيعية المدعومة من إيران قد تشكل تعقيدات للتحالف المدعوم من جانب الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة، الذي سيطر على الفلوجة في يناير/كانون الثاني 2014. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأميركي رفض تقديم الدعم الجوي لهذه المليشيات؛ خشية أن يؤدي اشتراكها في القتال إلى توظيف تنظيم الدولة سكان المدينة السنية المحاصرة لصالحه. رفض ونسبت إلى أحد وجهاء القبائل ماجد الجريسي -الذي فرّ من الفلوجة إلى بغداد- القول إن هذه المليشيات تعدّ طائفية تماما كما هي حال تنظيم الدولة، وأضاف أننا نرفض رفضا تاما مشاركة هذه المليشيات الشيعية معنا في الحملة ضد تنظيم الدولة بالفلوجة. ولكن وتيرة الحملة الحكومية على أطراف مدينة الفلوجة قد تباطأت، وذلك في ظل الهجمات الشرسة المضادة التي ينفذها مقاتلو تنظيم الدولة، كما أنهم قاموا بتفخيخ المدينة بالعبوات الناسفة، وأقامواالعديد من مواقع القناصة، بالإضافة إلى شبكات الأنفاق المعقدة التي تساعدهم في شن الهجمات المعاكسة. وقال قائد عمليات غرب بغداد اللواء الركن سعد الحربية إن تنظيم الدولة يستخدم بعض أهالي الفلوجة المحاصرين البالغ عددهم نحو خمسين ألفا دروعا بشرية، وأعرب عن عزم قواته على دحر تنظيم الدولة. سمعة سيئة وأضافت واشنطن بوست أن المليشيات الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي لديها سمعة سيئة تتمثل في اقترافها أعمالا انتقامية وحشية ضد السنة، الذين تتهمهم بموالاة تنظيم الدولة، كما أن العراقيين وجماعات حقوق الإنسان تتهم هذه المليشيات الشيعية بممارسة التعذيب والإخفاء القسري والإعدام ضد السنة. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين عراقيين يخشون من أن تنظيم الدولة استغل السمعة الانتقامية السيئة لهذه المليشيات المدعومة من إيران، وحذّر أهالي الفلوجة من أن هذا الهجوم الحكومي سيتسبب في مذبحة طائفية، وأشارت إلى أن أهالي الفلوجة سبق أن ثاروا ضد الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة. وأوضحت أن أهالي الفلوجة ثاروا إثر تعرضهم للإقصاء والتهميش والمظالم الأخرى، وفي ظل الاضطرابات التي سهلت سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة.