أربيل: محمد زنكنة لم تصل الاجتماعات التي عقدها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني مع وفدي المجلس الوطني الكردي السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (بي واي دي) في التوصل لأي نتيجة يمكن إعلانها حول التقارب بين الطرفين والاتفاق على صيغة معينة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» والمقرر عقده في 22 يناير (كانون الأول) من عام 2014. وأكد نوري بريمو، المتحدث الإعلامي في الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) والذي يتزعمه عبد الحكيم بشار، لـ«الشرق الأوسط» أن ساعات كثيرة من الحوارات والاجتماعات التي حضرها رئيس إقليم كردستان والوفد المشترك من المجلس الوطني الكردي والاتحاد الديمقراطي بالإضافة للوسيطين ليلى زانا وعثمان بايدمير لم تؤد لإقناع الاتحاد الديمقراطي بالعدول عن «أفكاره التفردية، حيث كانوا يؤكدون دوما على أن يكونوا هم في القيادة فيما يتعلق بالوضع الكردي في سوريا وأن لا تشاركهم الأحزاب الأخرى في قراراتهم»، مما عده بريمو «خلافا لما نصت عليه اتفاقية أربيل». وأوضح بريمو أن المجلس الوطني الكردي أكد في الاجتماع على نقاط كثيرة منها «عودة الثقة بين المجلس والاتحاد الديمقراطي وفتح نقطة فيشخابور الحدودية والتي تسيطر عليها القوات المسلحة التابعة للأخير بالإضافة إلى تحرير سجناء الرأي والمشاركة في القرار السياسي للمنطقة الكردية والتي أعلنت الأخيرة فيها إدارة كردية من طرف واحد». ورأى بريمو أن حزب الاتحاد الديمقراطي يجعل الاتفاق على هذه الأمور «شبه مستحيل»، عادا أن الحزب يضع «العربة أمام الحصان». ولم يخف بريمو أن بارزاني «أبدى استياءه حول الوضع الكردي والخلاف بين الأحزاب الكردية - السورية، كما أكد أنه لو جرى تنفيذ بنود اتفاقية أربيل لما حصلت كل هذه التوترات ولكان الوضع أفضل الآن». وحسب النتائج الأخيرة لاجتماعات المجلس الوطني الكردي ينتظر أن يشارك سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبد الحميد درويش كممثل عن المجلس الوطني الكردي، بالإضافة لشخص آخر لم يجر حتى الآن الإعلان عن اسمه. وحذر بريمو الأحزاب الكردية من فقدان الفرصة التاريخية التي وصفها «بالمهمة جدا» للشعب الكردي في سوريا لإيصال صوته للمحافل الدولية بمشاركته في مؤتمر «جنيف 2» وعدم إضاعة ما يصبو الكرد للحصول عليه «لأسباب لا معنى ولا قيمة لها أمام إرادة شعب لا يريد إلا الحرية والعيش بسلام». من جهة أخرى، أبدى رئيس جمعية الصداقة العربية - الكردية صلاح بدر الدين قلقه بشأن الوضع الكردي في سوريا والخلافات الناشبة بين الأحزاب، مؤكدا أن عقد المؤتمرات والاجتماعات حتى ولو كانت على مستويات دولية «لن تفيد الشعب الكردي بأي شيء كون ما يجري اتخاذه من قرارات ستبقى غير منفذة». وأكد بدر الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عقد المؤتمرات واتخاذ القرارات فيها يجري «من دون إرادة السوريين أصحاب القضية أولا وآخر»، محذرا من كون هذه التصرفات «قد تنعكس بنتائج سلبية وخيمة على قضية الثورة والتغيير وطوق نجاة للنظام الحاكم». كما أكد خيار استمرار الثورة لغرض «استكمال المسيرة والحفاظ على المكاسب والإنجازات والانتقال إلى مرحلة جديدة في استكمال شروط إعادة تعزيز صفوف الثورة وتوفير أسباب الاستمرارية والتحضير لمرحلة ما بعد الاستبداد».