تستضيف أبوظبي المؤتمر العام ال 26 لاتحاد للكتّاب والأدباء العرب الذي ينظمه اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في فندق شاطئ روتانا في الفترة ما بين 24 29 ديسمبر/كانون الأول بمشاركة 17 وفداً عربياً ممثلا لاتحادات وروابط وجمعيات وأسر الكتاب والأدباء العرب بالإضافة إلى وفد الأمانة العامة، وهي: وفد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والجمعية العمانية للأدباء والكتاب، وأسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين، ورابطة الأدباء الكويتيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، واتحاد الكتاب اليمنيين، واتحاد الكتاب الفلسطينيين، واتحاد الكتاب اللبنانيين، ورابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد كتاب مصر، والاتحاد القومي للكتاب والأدباء السودانيين، واتحاد كتاب المغرب، واتحاد كتاب تونس، واتحاد كتاب الجزائر، واتحاد كتاب موريتانيا، بالإضافة إلى وفد يمثّل كتاب جزر القمر يشارك للمرة الأولى، ووفد من أوغندا بصفة مراقب، ويتألف كل وفد عربي من خمسة أعضاء يشارك ثلاثة منهم في الاجتماعات بالإضافة إلى باحث يشارك في الندوة الفكرية الكبرى أزمة المفاهيم حول الحريات وحقوق الإنسان وشاعر يشارك في الأمسيات الشعرية ضمن المهرجان الشعري الذي تقرر أن يطلق عليه اسم الشاعر الإماراتي الكبير سلطان بن علي العويس رحمه الله. انتخابات الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب تعتبر الحدث الأبرز الذي يصاحب انعقاد المؤتمر هذا العام لشغل منصب الأمين العام ويتنافس فيها حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب. وأكد حبيب الصايغ في أكثر من مناسبة أهمية استضافة الإمارات لهذا الحدث الثقافي الكبير، وقال: إن استضافة دولة الإمارات للمؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يعتبر حدثاً ثقافياً مهماً، ربما عدّ الأهم على المستوى العربي خلال السنوات الماضية، وذلك بالنظر إلى التوقيت الاستثنائي وخصوصية وحساسية القضايا المطروحة سواء خلال جلسات المؤتمر أو النشاط الصحفي المصاحب. مشيراً إلى أن المؤتمر سوف يكون أكبر مؤتمر في تاريخ اتحاد الأدباء والكتاب العرب منذ تأسيسه في عام 1954، سواء على صعيد عدد المشاركين، أو أهمية المرحلة، أو ما سيطرح فيه من قضايا محورية تتعلق بالإرهاب والمنظمات المتطرفة التي تشتغل في الخفاء والعلن، والحريات، ما يستدعي اشتغال الكتاب العرب في المرحلة المقبلة على شقين مهمين هما: رسالة الفن وفن الرسالة. وأشار الصايغ إلى أن الإمارات سوف تتيح مناخاً ديمقراطياً كاملاً لإجراء الانتخابات في ظروف مناسبة ومرضية للجميع، مؤكداً أن حظوظ الإمارات قوية ووافرة في الفوز من خلال ترشحه لمنصب الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. واستذكر الصايغ أن العمل الثقافي تراكمي مؤكداً أنه سوف يبني على ما مضى ولن تكون هناك قطيعة مع الماضي، ومشيداً بجهود الكاتب الكبير محمد سلماوي وما قدّمه من عطاءات كبيرة خلال السنوات الأخيرة. ورأى مراقبون أن هذا المؤتمر يحيل بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى معنيين، يتمثل الأول منهما في المكانة المتميزة التي أصبحت تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة في المشهد الثقافي العربي من الماء إلى الماء، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، وحضورها الفاعل والمؤثر في راهن الحركة الثقافية، والتي قدّمت من خلاله تجربة فريدة ورائدة في احتضان الثقافة والمثقف العربي وتوفير بيئة مواتية للإبداع والابتكار يطبعها التسامح والتصالح والتعايش في جو من الأمن والاستقرار، متكئة في ذلك على ركن شديد وأثر تاريخي وثقافي وتراثي عريق وعتيد أسس له وأرسى دعائمه الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. هذه المكانة السامقة للإمارات جعلتها تحتل الصدارة عربياً وتلفت الأنظار عالمياً، كما جعلت منها قبلة يؤمها المثقفون والمفكرون والكتاب من شتى أنحاء العالم يتفيؤون ظلالها الوارفة وينعمون بأجوائها الهادئة وعبقها الساحر، ومما لا شك فيه أن تلك المكانة تؤهل الإمارات لتصدّر المشهد الثقافي العربي وقيادته في الفترة المقبلة وتجعل سقف التوقعات في تزايد مطرد، وكيف لا والإمارات قد غدت مركزاً حيوياً للثقافة والمعرفة. ويكمن المعنى الثاني في الشاعر حبيب الصايغ وتجربته الشعرية والإبداعية المتميزة وبصمته القوية في المشهد الثقافي العربي الراهن محلياً وعربياً، حيث حققت تجربته الشعرية والإبداعية الكثير من التراكم الثقافي والثراء المعرفي، والتأمل الوجداني، وعبرت عن حالات من الهم الإنساني في أبهى صوره وأشكاله، وعكست مدى ارتباط المثقف ببيئته ومحيطه الثقافي. وقد لاقت تجربة الصايغ حضوراً كبيراً في الوسط الثقافي الإماراتي والعربي، وكان محط إشادة وتقدير من لدن سدنة الثقافة وأرباب الفكر ومسؤولي الثقافة في الإمارات، حيث أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أكثر من مرة دعمه وتشجيعه للصايغ وترشحه لمنصب الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، كما توجت تجربة الصايغ بحصوله على جائزة الإمارات التقديرية عام 2007 والتي تسلّمها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وشخصية العام الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب في 2012، وفاز مؤخراً بجائزة العويس للشعر، وهو أول إماراتي يحصل على هذه الجائزة منذ تأسيسها. مشروع متميز حبيب الصايغ كاتب وناشط ثقافي فاعل من خلال المنابر والمؤسسات الثقافية التي تولى إدارتها ومن بينها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي شهد نقلة نوعية خلال الفترة الأخيرة، وأصبح في مقدمة جمعيات النفع العام في الإمارات ومن أنشط اتحادات الكتاب العرب. تجربة الصايغ المتميزة، شعراً ونثراً تجعل من مسألة قيادة الإمارات للمشهد الثقافي العربي أمراً طبيعياً ووارداً جداً، بل لا مندوحة عنه في غمرة الواقع العربي المشتعل والمضطرب في عمومه، وعلى المؤسسة الثقافية الإماراتية والعربية أن تضطلع بدورها في الارتقاء بهذه المبادرة وحشد الدعم والمساندة، كما على الكتاب والأدباء الإماراتيين والعرب القيام بدورهم المنوط بهم، والوقوف صفاً واحداً مع الصايغ لأن ترشحه وفوزه ليس أمراً شخصياً أو إماراتياً بقدر ما هو ثقافي بالأساس يحمل مشروعاً فكرياً وحيوياً وتجديدياً نابضاً بالحياة.