×
محافظة حائل

البقمي يفتتح مبنى «خدمات العملاء» لمياه حائل

صورة الخبر

احتفلت مملكة البحرين ولأول مرة في تاريخها بيوم الشهيد في السابع عشر من الشهر الجاري، وهذا اليوم الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بتخصيصه لم يكن ليتحقق إلا من خلال وعي وطني وحس قائد يستشعر جنوده في المعارك ويقف إلى جانبهم ويشد من أزرهم، القائد الذي يتقدم الصفوف ويبادر بأداء الواجب في أهله، ولم يكن شهداء الوطن إلا أهلٌ لهذا الشرف في الدنيا والآخرة بإذن الله. هؤلاء الرجال الأوفياء الذين بذلوا أعز ما يملكون، لن يفتأ كل إنسان بحريني مخلص محب لأرضه أن يتذكره، ولن تزول تلك الذكرى على مر الأعوام، فما كان تخصيص يوم الشهيد إلا تأسيساً لقاعدة وطنية عامة، تحمل عنواناً مضيئاً عبر السنين وهو أننا لن ننسى كل من دافع عن أمن واستقرار البحرين، ومات لتبقى البحرين وأهلها في عيش كريم وراحة وسعادة، ولتبقى تلك الذكرى تحمل دروساً للأجيال القادمة تعلمهم أسمى معاني التضحية والفداء، وترسخ في أذهانهم قيم الولاء والوفاء. فكثيراً ما سمعنا قصصاً عن الشجعان من رجال عبر التاريخ سجلت أفعالهم وبقيت لتدرس للأجيال التالية لهم، وأكثر منهم من قدموا أرواحهم لصون أراضيهم دون أن يذكرهم أحد، بل أن أعمالهم كانت سبباً في أن نعيش على هذه الأرض ونقتات من خيراتها آمنين مطمئنين، دون أن نعلم من هم وماذا قدموا لنا من خدمات لنفتخر بهم ونذكر أسماءهم، وهؤلاء ندعو الله أن يتقبلهم في عليين، وأجرهم عند ربهم أكبر مما نعلم. لكن يأتي العرفان بشهداء الوطن الرجال الأوفياء في عصرنا هذا وبتوجيهات ملكية سامية، بلفتة إنسانية تحمل بصمات قائد يسطر تاريخ وطن، ويشارك في كتابة تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ويحمل لواء العز للعروبة والإسلام، فهؤلاء الشهداء بذلوا دماءهم الغالية رخيصة فداء لتراب الوطن العربي دون تحيز لجنس أو طائفة، بل كانوا من المدافعين عن استقرار إخواننا في اليمن وحماية أرضهم، وهو شرف أسمى وأعلى من شهداء بذلوا دماءهم على أرض المملكة. لعلي لا أبالغ حينما أرى في اللفتة الملكية السامية أكثر من معنى، بداية بالقصد الإنساني بتكريم جلالته للشهداء وأسرهم وأبنائهم على مر السنين، ومرورا بالقصد الوطني بتخصيص يوم العرفان بتضحياتهم فيقر ويعترف فيه كل أبناء الوطن بأنهم مدينون لهؤلاء الأوفياء من حراس الوطن، وكذلك القصد بتسجيل تلك التضحيات لتكون دروساً للأجيال القادمة ونبراساً لهم لكي نبني أجيالاً تعرف أسمى معاني الشرف والعزة والكرامة، وانتهاء بالقصد القيادي من قائد مسيرة الوطن واستشعاره لما يمكن أن يفكر فيه جنوده سواء القريبين على جبهة الوطن أم البعيدين الذين يحمون أمة العروبة. يبقى أن نقدم نحن الآمنين في بيوتنا وأرزاقنا وأبنائنا دليلاً على حب هذا الوطن بتضحيات لا أقول إنها تقترب من تضحيات هؤلاء الشهداء، وإنما لنجعل منهم مثلاً ونموذجاً لأعلى مراتب التضحية لأن ما قدموه لهو أكبر دليل على أن العطاء لا يقف عند حدود، وأن أداء الواجب الوطني لا تعيقه المخاطر والتحديات، فلذلك وجب علينا أن نعمل عملاً يقربنا من منزلة الشهداء وأن نخلص في عملنا من أجل هذا الوطن، فلا إخلاص أكبر مما قدمه الشهداء رحمهم الله.