×
محافظة الرياض

مجلس الوزراء: تشكيل «التحالف الإسلامي» يحمي الأمة من كل الجماعات الإرهابية

صورة الخبر

في يوم الثلاثاء العاشر من شهر نوفمبر 2015 غيب الموت، على حين غرة، أحد كتاب البحرين المرموقين، في كتابة العمود الصحافي، والإبداع السردي في رواية السير الموثقة والمؤرخة للزمان والمكان هو: الكاتب البحريني المتميز المرحوم خالد البسام، يرحمه الله، الذي يستحق أن يتجلى بذكراه في مركز عيسى الثقافي حيث الإحتفاء به في حفل تأبيني، بمناسبة الأربعين من وفاته في العشرين من ديسمبر 2015، بمبادرة من رفاق مسيرته. وبمناسبة مشاركتي بالنيابة عن أسرة الأدباء والكتاب في الفعالية المذكورة أود أن أقدم في هذه المساحة المتاحة لي قليلا مما يستحقه خالد على كثير عطائه. لقد كان حفيد النجدي الطيب متفردا في ملكته الإبداعية التي جللت قلمه الصحفي بروح الأدب الرفيع، فارتقت به من الذبول في جمود المباشرة بالنقل، إلى التوهج في صياغة الحياة بالخلق، وبهذا المعنى، أنقل عن الشاعر المصريأحمد الشهاوي حيث قال: (إن البسام جمع بين الأدب والصحافة، إلا أنه أحد الناجين من نار الصحافة) وعن الروائي المصري المعروف ابراهيم عبدالمجيد قوله: (لقد عرفت البسام منذ عقود طويلة حينها أهداني كتبا عدة له في التاريخ، وحينما قرأتها وجدتها مختلفة عن المؤرخين، فهو يبحث عن الغرائب ويضعها في قالب أدبي يشعرك بالابهار وأنت تقرأها، لذلك كتبت عن البسام يوميات في جريدة الأهرام العربي وقلت إن ما يكتبه أدب أقرب منه إلى التاريخ). ذلك مما كتب على المستوى العربي، عن تلك التجربة الإبداعية المتفردة، أما على المستوى المحلي فسأكتفي بما كتبه الصديق العزيز الشاعر قاسم حداد حيث يقول: (نادرون الصحافيون الذين استطاعوا النجاة من سطوة المهنة بطبيعتها اليومية وسرعة عجلتها الخبرية، المجردة من التأمل في غالب الأحوال). وعندما تصادف صحافيا يتجاوز طموحه البعد اليومي، ويتوفر على موهبة تنزع إلى الكتابة الأدبية، فمن المحتمل أن تحصل على تجربة تخرج عن حدود الجريدة العابر إلى شكل الكتاب الزائر.. ثم يقول: (لا أعرف السبب الذي يجعلني أستحضر حكاية النملة والجبل كلما قرأت لخالد البسام إنجازا من منجزاته الثقافية المتصلة بالتاريخ، والتي تتجاوز حدود الشرط الصحافي السريع. ربما لطبيعة خالد الهادئة، واعتياده على العمل الدؤوب الصامت، وتصديه لأكثر المجالات الثقافية تطلبا للصبر و السهر. وهذا ما سيميز عمله الذي اتصل في السنوات الآخيرة لما يشبه التاريخ دون ان يزعمه، وما يتجاوز دون ان يستهين به). فرحنا باستلام خالد، بكل استحقاق على ما ارى، جائزة دول مجلس التعاون للابداع في احتفال كبير اقيم في اكتوبر في العاصمة القطرية الدوحة، الا ان تلك الفرحة افسدها رحيله المفاجئ بعد شهر واحد فقط من يوم تكريمه. فتقديرا لتلك المسيرة الأدبية الخالدة، وبفكرة أن المبدع لا يموت ما دامت روحه باقية في كلماته التي تسكن ذاكرتنا، فإننا لا نؤبن خالد البسام وإنما نحتفي به، لأن مثله من المبدعين ذكراهم الجميلة لا تغادر الحياة مهما تباعدت عن يوم رحيلهم الأيام والسنون. فروح المرحوم خالد لا بد أن يكون لها حضور بيننا كلما حضر تألق النص السردي بتلقائيته المشوقة في رواية عن الزمان أو المكان. وكلما تجسدت أمامنا بالحكايا تلك الشخصيات المحببة التي أبدع في استحضارها فقيدنا العزيز من الطرقات الضيقة المتداخلة والبيوت المتواشجة من أحياء البحرين العريقة، فلا بد أن يتصدر ما يتداعى من الذاكرة ذلك المكان الذي سكنته أسر كثيرة من عائلة البسام التي ينتمي إليها فقيدنا العزيز، حي الفاضل، الذي كان زاخرا بالمبدعين من أمثاله، فنتصوره يتنقل بين تلك الطرقات الضيقة، ليختزن من تلك المشاهد اليومية الحية التي يتصف بها فريج الفاضل، فينتهي به المطاف إلى سيف البحر فيقف متأملا في غروب الشمس تلك الحمرة التي تبدو في الأفق البعيد، مستشرفا ولادة تلك العناوين لإصداراته المعبرة عن تاريخ الخليج والجزيرة العربية بأسلوب أدبي جميل يجمع بين الواقع والخيال. وخشوعا بروح محبة الإبداع الذي يتجلى به فقيدنا العزيز الكاتب البحريني المتميز المرحوم خالد بن حمد سليمان البسام، أفاض الله على روحه السكينة والأمان، وبالنيابة عن كل الزملاء في أسرة الأدباء والكتاب البحرينية وكافة المبدعين في البحرين، وبتوجيه من سعادة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الأديب محمد سلماوي، أتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد العزيز وكل أهله وأصدقائه، كما أعزي كل عشاق إبداعه في البحرين وخارجها، متضرعا إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه.