كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، أن وزارته تعكف حاليا على دراسة متعمقة لتقييم المياه الجوفية في الربع الخالي، بهدف تقديم معلومات مفصلة عن كيفية الاستفادة من الثروة المائية التي تزخر بها هذه المنطقة، لافتا إلى أنها دراسة أخرى تختلف عن التي كان يغطيها مشروع جلب المياه من تكوين "الوجيد" الصخري بالربع الخالي. وأوضح الحصين عقب حضوره حفل إطلاق مشروع أطلس مصادر الطاقة المتجددة، الذي أعلنت عنه مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أمس بالرياض، أن الدراسة ستنتهي خلال عام من الآن بعد أن تمت ترسيتها على إحدى الشركات المتخصصة. وبين أنه لا يمكن أن تقوم أي صناعة تعتمد على الطاقة الشمسية دون توفر المعلومات الدقيقة لمصادر الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن كل مستثمر في مجال الطاقة سيستفيد من وجود مشروع أطلس مصادر الطاقة المتجددة، وذلك لمساندة الطاقة المنتجة عن طريق الهيدروكربون، لافتا إلى أنه من الأهمية تكاتف الجهود لإنجاح المشروع. وقال الحصين إن مشروع أطلس الطاقة المتجددة مهم لبناء أي مشروع استثماري في مجال الطاقة، ولمساندة عمل الطاقة المنتجة عن طريق الهيدروكربون، داعيًا إلى تكاتف جميع الطاقات من جميع جوانبها لسد الحاجة الضرورية للطاقة المتجددة في المملكة. من جانبه أوضح رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، أن مشروع أطلس يتكون من 4 عناصر، هي إنشاءُ وتركيبُ 74 محطة قياس لرصد جميعِ تفاصيلِ الإسقاطِ الشمسي بما في ذلك الإسقاطِ الشمسي المباشر والمنتشر والكلي، ومعلومات مهمة عن الطقس مثل الحرارة والرطوبة، فضلا عن 40 محطة أخرى للقياسِ الدقيق لسرعةِ واتجاهِ الرياح على ارتفاعاتٍ عدة، وثاني العناصرِ هو تدقيقُ البيانات والتحققُ من جودتِها وثالثها بناءُ وتطويرُ بوابةٍ إلكترونية تحتوي على معلوماتِ مصادرِ الطاقةِ المتجددة المدققة والموثقة، بينما ركز العنصرُ الرابع على تأسيس برنامجٍ بحثي لتكاملِ القياساتِ الأرضية مع بياناتِ ومعلوماتِ الأقمارِ الصناعية التي تغطي جميعَ مناطقِ المملكة بغطاء أرضي يصل إلى دقة مساحية بحدود نصف كيلومتر مربع، وتتابع زمني يصل لربعِ الساعة من خلال نمذجةٍ علميةٍ دقيقة تأخذ بالاعتبار جميعَ المتغيراتِ الجوية. ولفت يماني إلى أن المستفيدينَ من الأطلس هم: المستثمرون ومطورو المشاريع والبنوك والمصنعون ومطورو التقنية والباحثون في مجال الطاقة المتجددة. من جهته، استعرض رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، مشاريع المدينة التي نفذتها في مجال تحلية المياه بالطاقة الشمسيّة، وفي مجالات إنتاج الهيدروجين واستخداماته، وإنتاج السليكون والألواح الشمسية، وبناء مختبرات في عدد من الجامعات الحكومية، واستخدام الطاقة الشمسيّة في البيوت المحمية، مبينًا أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لديها برامج وطنية متعددة في مجال الطاقة المتجددة يعمل فيها 70 باحثًا منهم 64 باحثًا سعوديًا. فيما تحدث نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور خالد السليمان، عن آلية تطوير مشروع أطلس، مبينًا أنه جاء بعد دراسات مستفيضة للتجارب الدولية المختلفة، وأن اللبنة الأساس لبرامج الطاقة المتجددة الوطنية، هي تقديم تلك الموارد بالدقة المتناهية للمعلومات، وفق عنصر الموثوقية والآنية والتراكمية، خاصة في ظل التنوع المناخي والجغرافي لمناطق المملكة، واختلاف قوة الإشعاع الشمسي في كل منطقة. وأشار إلى أن مشروع أطلس سيملك مقومات فائقة في النمذجة، بحيث تمكنه من التوقع بموارد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء المملكة عند أي دقيقة وساعة من أي يوم خلال السنة وفي مساحة من الصغر لا تتجاوز نصف كيلو متر مربع، وستكون المملكة، بإذن الله، قادرة على توقع موارد الطاقة المتجددة لأكثر من 5 ملايين نقطة في البلاد.