حتى كتابة هذا المقال ما تزال رواية (جبل السبع البنات) لهذا الكاتب مسحوبة من معرض جدة الدولي للكتاب، من قبل الإعلام لأسباب غير معروفة. ونأمل أن تكون قد عادت عند نشر المقال. وقد علمتُ بالأمر عن طريق صديق بحث عنها في المعرض فلم يجدها، فأخبره الناشر (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) بأنها مسحوبة. وقد عجبتُ من ذلك لأن الوزارة كانت قد فسحتها بعد صدورها منذ ما يقارب عامين، وعلى أساس ذلك الفسح كانت تباع في عدة مكتبات في المملكة. ورواية (جبل السبع البنات) هي رواية اجتماعية تقع أحداثها في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجازان وأبها وجدة في الأربعينيات إلى الستينيات الهجرية من القرن الماضي. أما اسمها فهو اسم جبل في حيّ أجياد بمكة المكرمة. وكما يرى القارئ بأن الاسم غير صحيح نحويًا فكان من الواجب أن يكتب (جبل السبع بنات)، ولكني وضعت اسم الرواية كما ينطق اسم الجبل سكانه. على أساس أنه اسم علم لا يجوز تغييره. وفي الحقيقة أن أهل مكة المكرمة كلها ينطقون اسم تلك المنطقة وذلك الجبل كما أوردته في الرواية. وقد قيّم الرواية كثيرون في نوادي القراءة بأنها «ممتازة» و»مهمة». كما استعرضها في مقال طويل الأستاذ حسن شعيب في صحيفة مكة بتاريخ ٢٧ /٥ /٢٠١٤م كان عنوانه: «حنين مكة والآهات في جبل السبع البنات». أعود وأتساءل هل لمعرض الكتاب في الرياض أو في جدة معايير أخرى أو إضافية لفسح كتب المعارض غير الفسح الذي تمنحه الوزارة عادة بموافقتها على النشر والبيع بالمملكة؟ أم أنه اجتهاد شخصي من قبل بعض مفتشي أو مراقبي الوزارة في المعرض؟ إنني وغيري من المؤلفين يهمنا أن نعرف ذلك حقًا، لأن كل واحد منا لا يريد أن يتجاوز المسموح به إلى المحظور، ففي ذلك تعطيل للمؤلف وللوزارة وللمعرض وللقارئ. كما أن في ذلك تكلفة إضافية للمؤلف والناشر المتمثلة في النقل والتجهيز دون أن تحظى المؤلفات بالعرض والبيع. وكما يعلم القارئ بأن معرض جدة الدولي للكتاب يحظى بإقبال شديد هذه الأيام، بعد طول غياب عن هذه المدينة التجارية الكبيرة. ومما يُشاهد يوميًا فمن المتوقع أن يضرب أرقامًا قياسية، في عدد الزوار وفي أرقام المبيعات. أفليس من المجحف أن يتعرض كتاب مفسوح مسبقًا من الوزارة للحرمان من أخذ فرصته؟ ولو ظل هكذا مسحوبًا فمن سوف يعوّض المؤلف والناشر عن قيمة الفرصة المفقودة اقتصاديًا، أو يعوضهما عن تكلفة الإعداد والنقل والتجهيز؟ إنني لعلى يقين بأن ما حدث من منع لهذه الرواية ولغيرها من كتب مفسوحة من الوزارة أصلًا، سيتم تداركه وتصحيحه لتتاح لها الفرصة فيما تبقى من أيام قلائل قبل أن يغلق المعرض أبوابه. m.mashat@gmail.com