فجعت كما كل من شاهد ما سجلته كاميرات المراقبة في الهجوم الإرهابي على مستشفى العرضي في اليمن والذي أظهر قيام الإرهابيين بقتل كادر المستشفى والمرضى ببرود سيكوباتي، وتزامنت هذه الفاجعة مع شبيهات لها في العراق وسوريا اقترفتها القاعدة التي تسمي نفسها بـ«دولة العراق والشام الإسلامية» «داعش» والتي تبررها بمفاهيم ملتبسة في الجهاد على غير الفقهاء كمفهوم «الردة»، فحجتهم أن زعيم الجماعة «البغدادي» الذي لا يعرف الناس لا وجهه ولا اسمه الحقيقي قد أعلن نفسه أميرا للمؤمنين وكل من لا يبايعه يعتبرونه مرتدا ويستحلون دماءه وأمواله وعرضه، ولهذا لا يكفي مجرد التنديد فلابد من تفنيد تلك المفاهيم الملتبسة بشكل علني لتوعية الشباب المغتر فكما قال الإمام مالك (إن أقواما ابتغوا العبادة وأضاعوا العلمَ، فخرجوا على أمة محمد بأسيافهم، ولو اتبعوا العلم لحجزهم عن ذلك)، فوقود الإرهاب هم الشباب الذين لديهم كثير من الحماسة الدينية وقليل ملتبس من العلم الديني المؤصل، فهم الشرايين التي تمد الورم الإرهابي الخبيث بدماء الحياة، ولهذا لو تم قطع هذا المدد من الدماء الشابة عنهم سيضمرون ويضمحلون، ويكفي أن مفتي القاعدة «أبو حفص الموريتاني» انشق عنها قبيل 11سبتمبر لاعتباره عملياتها مخالفة للضوابط الشرعية وعبثية ومعارضته لنهجها التكفيري. وكذلك انشق عن «داعش» قاضيها الرسمي أبو سليمان ونشر رسالة بالأسباب وتمثلت حسب نصها «سرقة أموال الناس» من أهل السنة حتى أكثر من ساعدهم وأبرز السراق «نائب أمير المؤمنين حاليا أبو عبدالرحمن» و«أخطاء تمس العقيدة» و«كثرة الأخطاء» و«الكذب» والفبركة الإعلامية لكثير من العمليات. وأهم أدلة براءة عموم المسلمين من الإرهاب أن المسلمين السنة بالعراق وسوريا حتى تحت أقسى الظروف آثروا التعرض للقتل والتنكيل من قبل جماعة «داعش» على مبايعة زعيمها.