الانتقادات التي وجهها مجلس الشورى لوزارة التربية والتعليم لم تخرج عما يمكن أن يسمعه أي مسؤول في هذه الوزارة في أي مجلس يحل به، إذا ما خلع الجالسون عن حديثهم أسلوب المجاملة وأخلصوا في حديثهم مع ذلك المسؤول وحدثوه بشفافية عن رأيهم في أداء الوزارة في مختلف الجوانب، بدءا من ضعف مخرجات التعليم، وانتهاء بوضع المدارس، مرورا بوسائل النقل وحال المقاصف المدرسية. والانتقادات التي وجهها مجلس الشورى لوزارة التربية والتعليم هي الانتقادات التي جرت عادة الكتاب والصحفيين على تناولها في كتاباتهم وتقاريرهم، حتى أوشكت كل كتابة عن أداء هذه الوزارة أن تكون حديثا مكررا معادا لا يكشف عن شيء، بقدر ما يكشف عن أن ثمة أملا في أن تصحح الوزارة من وضعها وتعيد النظر في أدائها وترجع للتعليم المستوى الذي كان عليه وإلى المدارس المكانة التي كانت تحتلها. والانتقادات التي وجهها مجلس الشورى لوزارة التربية والتعليم منذ يومين لا تكاد تخرج عن الانتقادات التي وجهها المجلس لنفس الوزارة العام الذي مضى، والعام الذي سبقه، وما سبق العامين من أعوام، وهي انتقادات تتكرر لأداء يتكرر بما فيه من خلل وتقصير، وكأنما لا أحد ينتقد، أو كأنما لا أحد يصغي إلى النقد. وإذا كنا جميعا نتمنى لو أن وزارة التربية والتعليم تكون فريقا لدراسة ما يوجه لأدائها من انتقادات، وما يعتور مناهجها من خلل، وما تتسم به مدارسها من قصور، فإنني شخصيا أتمنى من الوزارة أن تتغاضى عما أبداه أحد أعضاء مجلس الشورى حول المباني المدرسية، والتي رأى ذلك العضو أن تصاميمها لم تتغير منذ أربعين عاما، ذلك أنني أخشى إذا ما عنت الوزارة بذلك الانتقاد أن تكون لجنة لوضع «استراتيجية وطنية لتطوير تصاميم المباني المدرسية»، ثم لا نعرف متى نخرج من نفق تلك الاستراتيجية ولا من سرداب ذلك التطوير. ما نأمله من وزارة التربية والتعليم أن تصرف جهدها لبناء مدارس تحل محل المدارس المستأجرة، ونعدها جميعا أنها إذا ما أنقذت أبناءنا وبناتنا من المباني المستأجرة، فإن أحدا لن ينتقدها في التصميم، فحسب أبنائنا أن يجدوا مبنى يدرسون فيه مثل المبنى الذي درس فيه آباؤهم وأجدادهم من قبل.