اعلن مسؤول في الامم المتحدة الثلاثاء ان ما بين 400 الى 500 جثة نقلت الى مستشفيات في جوبا بعد المعارك التي شهدتها عاصمة جنوب السودان. وقال مساعد الامين العام لعمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ايرفيه لادسو امام مجلس الامن الدولي ان 800 شخص اخرين جرحوا في هذه المواجهات بين القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير والاخرى الموالية لاحد معارضيه، بحسب ما نقل عنه دبلوماسيون حضروا الاجتماع. واوضح لادسو ان هذه المعلومات تستند الى معطيات ارسلتها المستشفيات في جوبا لكن الامم المتحدة لم تتمكن حتى الان من تاكيد هذه الارقام فيما اندلعت اعمال عنف جديدة الثلاثاء. وبحسب المصدر نفسه فان نحو 15 الف شخص لجأوا الى قواعد للامم المتحدة تحوط بجوبا منذ اندلعت المعارك مساء الاحد. وكانت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان تحدثت في وقت سابق عن لجوء عشرة الاف مدني الى قاعدتين امميتين في جوبا. وابلغ لادسو ممثلي الدول ال 15 الاعضاء في مجلس الامن ان الوضع في العاصمة لا يزال "بالغ التوتر" وان مواجهات تحصل بين مجموعات اتنية مختلفة. واتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق ريك ماشار بتنفيذ محاولة انقلاب سبقت المعارك التي اندلعت منذ مساء الاحد بين فصائل متنازعة في الجيش السوداني الجنوبي في شوارع جوبا. واعلنت الحكومة ان ماشار لاذ بالفرار مؤكدة اعتقال عشرة مسؤولين بينهم وزراء سابقون. من جهته نفى مشار قيامه باي محاولة انقلابية كما تتهمه سلطات جوبا حيث تدور معارك عنيفة منذ مساء الاحد بين فصائل متناحرة داخل الجيش، وذلك في مقابلة نشرها موقع "سودان تريبون" المستقل الاربعاء. وفي اول تصريح يدلي به منذ بدء المعارك في جوبا مساء الاحد قال مشار متحدثا من مكان غير معروف "لم يكن هناك انقلاب. ما جرى في جوبا كان سوء تفاهم بين الحرس الرئاسي. ما جرى لم يكن محاولة انقلاب". واضاف مشار، الذي لا يزال رسميا نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان "ليس لدي أي اتصال أو معرفة بمحاولة انقلابية. كما انه ليس هناك أي مسؤول في الحركة الشعبية له علاقة بالانقلاب المزعوم". وأضاف النائب السابق لرئيس جنوب السودان ان "سلفا كير كان يبحث فقط عن ذريعة لاتهامهم زورا من أجل إحباط العملية الديمقراطية التي تدعو لها جماعته باستمرار". واكد ان "سلفا كير قد خرق الدستور مرارا وتكرارا" و"لم يعد الرئيس الشرعي" لجنوب السودان. واضاف "ما كنا نريده هو العمل ديمقراطيا على تغيير الحركة الشعبية. لكن سلفا كير يريد استخدام محاولة الانقلاب المزعومة من أجل التخلص منا للسيطرة على الحكومة والحركة الشعبية. لا نرغب فيه رئيسا لجنوب السودان بعد الآن". وتقول سلطات جنوب السودان ان مشار "الهارب" مطلوب القبض عليه، ويوجد خلاف علني بين مشار وكير داخل الحزب الحاكم، الجناح السياسي لحركة التمرد الجنوبية التي حاربت قوات الخرطوم خلال الحرب الاهلية الطويلة (1983-2005).