أعلن السفير الأميركي في سورية روبرت فورد في مقابلة مع قناة "العربية" أمس أن الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخراً في سورية رفضت الاجتماع بمسؤولين أميركيين، استياءً -على ما يبدو- من الموقف الأميركي المتقاعس إزاء دعم الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. وقال فورد غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن اللقاء مع الجبهة "ممكن"، أن "الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك". وأضاف "نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سورية". وكانت عدة مجموعات إسلامية غير مرتبطة ب"القاعدة" اتحدت لتشكيل "الجبهة الاسلامية" التي باتت أكبر فصيل معارض للنظام في سورية مع عشرات الآلاف من المقاتلين. وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين الماضي أنها لا ترفض اجراء لقاءات مع "الجبهة الاسلامية". وأقرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف بوجود "شائعات" عن اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين أميركيين وممثلين للجبهة. والاسبوع الفائت، أعلنت واشنطن ولندن تعليق مساعداتهما بالتجهيزات غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سورية بعد استيلاء "الجبهة الاسلامية" على منشآت لهذا الجيش عند الحدود التركية السورية. لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن الاحد ان المساعدة الاميركية للجيش الحر في شمال سورية قد تستأنف "سريعا جدا". إلى ذلك، يشارك الائتلاف السوري المعارض في اجتماعات تمهيدية تعقد اليوم في جنيف بين الروس والأميركيين كما يجتمع مع كل طرف على حدة، للبحث في تحضيرات جنيف 2. وقال مصدر سياسي في الائتلاف أمس إن "أحمد الجربا رئيس الائتلاف يترأس الوفد السوري في اجتماع، ومحادثات تحضيرية لمؤتمر "جنيف 2" الذي تقرر عقده في مونترو، ثم الاجتماع التحضيري الثلاثي بمشاركة الروس والأميركيين." كما سيجتمع مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وكذلك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إضافة إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ومساعدي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاديلوف. ووصل الجربا مساء أمس الى أربيل لبحث مسألة مشاركة القوى الكردية السورية في مؤتمر جنيف، في وقت تجري هذه القوى مباحثات فيما بينها. ميدانياً، قتل 135 شخصاً على الأقل بينهم عشرات الاطفال في الغارات التي يشنها منذ الاحد طيران النظام على أحياء المعارضة في مدينة حلب. واشار المرصد السوري أمس الى ان القصف الجوي الدامي والمركز يتواصل مستهدفا أحياء في شرق المدينة وشمالها. وقال ان حصيلة القصف الجوي على احياء طريق الباب والشعار والمعادي في شرق حلب الثلاثاء، ارتفعت الى 39، هم 20 شخصا بينهم خمسة أطفال وثلاث سيدات في حي المعادي، و17 شخصاً بينهم ثلاثة اطفال وسيدة في قصف "بالبراميل المتفجرة" في الشعار، اضافة الى فتيين قضيا في قصف على حي طريق الباب. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية السورية أمس ان الطبيب البريطاني الذي توفي اثناء احتجازه، كان موقوفا لقيامه بنشاطات "غير مسموحة"، وانه انتحر "شنقا" في السجن، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وقالت الوكالة "استدعت وزارة الخارجية والمغتربين بعد ظهر(أمس) ممثل السفارة التشيكية في دمشق بصفته مسؤول قسم رعاية مصالح بريطانيا لدى سورية وسلمته تقرير خبرة طبية ثلاثية حول وفاة المواطن البريطاني عباس خان شاه الذي كان دخل الاراضي السورية بشكل غير مشروع وقام بنشاطات غير مسموحة". وأشارت الى انه بحسب التقرير، فإن سبب الوفاة كان "الاختناق بالشنق، وان عملية الشنق كانت ذاتية اي ان من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحار". واقترحت السلطات السورية على أسرة الطبيب اجراء عملية تشريح لجثته على يد جهة مستقلة.