365 يوماً تفصلنا عن انتخابات اتحاد كرة القدم السعودي إن لم يكن أقل، فيما انطلقت التسريبات والتخمينات في كل مكان حول القادمين من الخلف ومن الأمام وربما من الوسط للنهوض بأكثر الاتحادات الرياضية الخليجية والعربية جدلاً. حرب التكتلات وإن لم تخرج إلى الملأ إلا أن طقوسها آخذة في التشكل في ظل تعديلات كبيرة ورغبات متوقعة للهيمنة على الاتحاد. لا أستطيع الجزم أو ذكر اسم أو اثنين، لكني أشعر أن شيئاً ما يدور في الخفاء لكنه لن يمكث طويلاً حتى ينكشف، فصناع القرار في ترتيب بيت كرة القدم لن يتنازلوا هذه المرة عن تقديم اتحاد كرة قدم يتسم بالقوة حد القسوة. خسر الانتخابيون أصواتهم وأوقاتهم عندما وضعوا أعضاء الاتحاد الحالي خياراً أولاً، ولا أتصور أن من بينهم من يرغب في تكرار جثوم مثل هذا الاتحاد فوق صدر أحلامنا. لم تكن الأجواء حول الاتحاد الحالي مناسبة، ولم يكن تعاطيه مع مصادر القوى في الكرة المحلية حكيماً، ولذلك فإن نجاحه كان ضرباً من الجنون. ولم تكن الرياضة نفسها والرياضيون مُهيئين للتأقلم مع فكرة الانتخاب في كرة القدم، وتراوحت رؤية بعضهم بين مادية أو برستيج. الطبخة الأولى احترقت ولا نريد أن نقدم طبخة أخرى تبدو في ظاهرها جميلة بينما لا رائحة ولا طعم لها، ولا نريد في نفس الوقت أن نهتم بصنع اتحاد قوي وصاحب عضلات على حساب فكر خاوٍ، كل ما أردناه أن ننعم باتحاد مفكر يُجيد التخطيط والترتيب، اتحاد يسير بِنَا إلى الأمام، اتحاد يصنع الفرق ويملك الحلول ويثق في الإمكانات اتحاد غير مداهن، وهي مطالب متواضعة. والسؤال ماذا لو عجزت صناديق الاقتراع الرياضية عن تقديم ذلك النموذج؟ حينها فقط علينا أن نتوجه إلى الاحتراف بمعنى اتحاد كرة قدم محترف من بابه إلى محرابه، خاصة أننا نملك مع أصحاب الشعر الأشقر والعيون الملونة تجارب كُتبت بماء الذهب ومازالت محل طلب.