وسط تزايد المخاوف من انهيار كامل للهدنة الإنسانية على وقع استمرار المعارك بين قوات الشرعية وميليشيا التمرد في اليمن، في تعز ومأرب وحجة والضالع، واستئناف الغارات الجوية، وتأكيداً لما نشرته الإمارات اليوم، أعلنت قوات الشرعية والتحالف العربي سيطرتهما الكاملة على معسكر ماس ومفرق الجوف بحافظة مأرب، فيما تواصلت المعارك في تعز والضالع. ففي حين أعلن التحالف العربي تسجيل 150 انتهاكاً للهدنة من قبل ميليشيا الانقلاب في اليمن، تزايدت المخاوف في أوساط السكان من انهيار كامل لوقف إطلاق النار بين الجانبين، على وقع مفاوضات جنيف المترنحة، وفقاً لما قاله مراقبون. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري، إن هذه الانتهاكات لا تعبر عن نيات صادقة من قبل المتمردين بشأن وقف العمليات العسكرية، وحذر في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية الرسمية، بأن الهدنة قد تنهار في أي وقت. وقال نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات وقد تنهار الهدنة في أي وقت. وفي مأرب، أعلنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية استكمال تحرير معسكر ماس ونقطة الجميدر وحلحلان ومثلث ماس في مديرية مجزر، بعد معارك عنيفة دارات أخيراً، في حين كانت الإمارات اليوم أول من أعلن السيطرة على المعسكر نقلاً عن العميد الركن مراد طريق، أحد كبار قيادات المنطقة العسكرية الثالثة. وذكرت مصادر ميدانية أن رجال الجيش والمقاومة الشعبية حرروا معسكر ماس بالكامل، أمس، بالإضافة إلى منطقتي حلحلان والجميدر، في مثلث ماس الجوف، وتقدمت المقاومة والجيش لتطهير ما تبقى من عناصر الانقلابيين في المناطق المحيطة باتجاه محافظة الجوف. وأفادت المصادر بسيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معدات عسكرية بينها رشاشات ومعدلات وأطقم عسكرية وذخائر متنوعة، فيما تواصل قوات الشرعية بمساندة قوات التحالف البرية والجوية طريقها نحو محافظة الجوف، للالتحام مع المقاومة وقوات الجيش الموالي للحكومة اللذين يخوضان معارك عنيفة مع ميليشيا التمرد في الجوف منذ أسابيع. وأكد القيادي في المقاومة بمحافظة الجوف عبدالله الشريف، لـالإمارات اليوم أن جبهات المحافظة تشهد انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات عقب سماعها هزائم أنصارها في مأرب، وأن قوات الشرعية والمقاومة تمكنت من السيطرة على مواقع للميليشيات من دون قتال عقب انسحابها وفرارها منها. وأشار إلى أن الساعات القليلة المقبلة سيكون هناك التحام للقوات في المحافظة ومأرب، عقب التقدم الكبير في مفرق الجوف، وسيتم فيها الإعلان عن تحرير كامل المحافظة من المتمردين، حسب قوله. وانعكست انتصارات مأرب بشكل كبير على عناصر الميليشيات في العاصمة صنعاء، حيث شوهدت عشرات الأطقم العسكرية تجوب شوارع المدينة بشكل متواصل وبطريقة هستيرية، ما يدل على أن تلك الميليشيات في حالة استنفار قصوى، خصوصاً أنها تستعد لإحياء احتفالاتها المستفزة لسكان المدينة، من خلال رفع أعلامها وشعاراتها بذكرى مولد الرسول الكريم. وتشكل العاصمة الهدف الرئيس لقوات الشرعية والمقاومة وقوات التحالف، الأمر الذي دفع الانقلابيين إلى تعزيز وجودهم فيها وفي محيطها خلال الأسابيع الماضية، فيما تزايدت حشود المقاومة في مناطق أرحب وخولان شمال وشرق العاصمة، وسط عملية الحشد والتقدم من قبل قوات الشرعية والتحالف، صوب ريف العاصمة من جهة بني حشيش ونهم، مع تحقيق انتصارات مجزر بمأرب المحاذية للمديريتين الواقعتين في ريف العاصمة. وفي محافظة تعز الجنوبية، تمكنت قوات الشرعية من صد هجوم كبير لميليشيا التمرد في منطقة نجد قسيم على الجبهة الجنوبية الغربية، وتمكنت من قتل العشرات منهم، بينهم عدد من القناصة الذين استقدمتهم الميليشيات للمتمركز في المنطقة ذات الأهمية الاقتصادية لتعز، حيث تمر قوافل الإمداد الغذائية من الجنوب إلى المدينة عبر تلك المنطقة. وفي حين أرادت ميليشيا التمرد الوصول إلى قرية الجابري، حيث يوجد مناصرون لهم، قالت مصادر في المقاومة إنها تمكنت من وقف زحفهم من خلال شن هجوم بقذائف الـآر بي جي على آلياتهم، ما أدى إلى تدمير عدد منها وقتل وإصابة العشرات في صفوف تلك القوة. وفي جبهات المدينة، شهدت منطقة الجحملية وثعبات شرق المدينة مواجهات عنيفة بين الجانبين، في حين تمكنت قوات الشرعية والمقاومة من التقدم نحو جامعة تعز عقب عمليات نزع الألغام التي زرعها الانقلابيون في محيط الجامعة خلال الـ48 ساعة الماضية. في الأثناء شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات للانقلابيين في محيط الجامعة، واستهدفت مخزن أسلحة لهم في مبنى كلية الهندسة، ما أدى إلى انفجارات كبيرة وتطاير للمقذوفات والصواريخ التي كانت مخزنة بالمبنى نحو مناطق حبيل سلمان استمرت لساعات. وفي وقت استمرت المعارك بين قوات الشرعية والانقلابيين في يعيس بالضالع وسط البلاد ومنطقة حرض الحدودية غرب اليمن، لقي عشرات الانقلابيين الذين كانوا يتمركزون في إدارة أمن محافظة البيضاء وسط اليمن مصرعهم نتيجة انفجار سيارة مفخخة. وقالت مصادر مطلعة في المنطقة لـالإمارات اليوم إن الانفجار الذي نتج عن سيارة مفخخة في إدارة أمن البيضاء كان كبيراً وهز المناطق المجاورة، وأدى إلى نسف أجزاء كبيرة من مبنى إدارة الأمن التي كان يتمركز فيها قيادات وعناصر للمتمردين.