لجأت ربة منزل إلى وسيلة شيطانية للخلاص من شقيق زوجها الذي فرض وصايته عليها بعد دخول زوجها السجن وباع محل البقالة الذي ورثاه عن والدهما. استبعدت استخدام الأساليب المعتادة وقررت الخلاص منه بطريقة مبتكرة، وضعت كمية من المخدرات أسفل سريره وأبلغت الشرطة باعتبارها فاعلة خير. نجحت الخطة في البداية لكن نجاحها لم يطل كثيراً فقد كشف رجال المباحث الحقيقة ودخلت ربة المنزل السجن. شيماء فتاة جميلة تجذب إليها الرجال في السادسة عشرة من عمرها تسكن في المنزل المقابل لورشة النجارة التي يعمل فيها مرعي جمعت قصة حب ملتهبة بين الحبيبين وكان لا بد أنْ يجتمعا في لقاء شرعي فتقدم مرعي لطلب يدها وغالت والدتها التي كانت تريد أن تؤمن مستقبل ابنتها في طلباتها، ومع ذلك وافق مرعي عليها جميعاً عن طيب خاطر وطلب منها أن تمهله مدة من الوقت وأخذ عهداً على نفسه ألا يذوق طعماً للراحة إلا بعد تحقيق طلبات حماته، واجتهد ليلاً ونهاراً ولم يكل أو يشتكي يوماً بل كان يقبل على العمل كلما اقترب من تحقيق المراد حتى وجدت فيه الحماة الزوج الذي تتمناه لابنتها خاصة وأنه يحب شيماء بشدة وعنده استعداد كبير لأن يفعل كل شيء من أجل إسعادها. بعد خطبة دامت نحو عامين اشترى مرعي الشبكة المطلوبة وأهداها إلى شيماء وتم الزفاف وكان أسعد أيام العروسين وتعاهدا ليلتها على الحب والصراحة. سافر العريسان إلى إحدى المدن الساحلية لقضاء شهر العسل وقضيا فيها أجمل أيام حياتهما واغتنما فيها من السعادة ما يكفيهما العمر كله، ثم عادا بعد شهر العسل إلى شقتهما وبعودتهما عاد مرعي إلى عمله، كل يوم يتركها ليذهب إلى عمله في ورشة النجارة بعد وداع حار ويعود بعد عمله وكله شوق إليها فيجدها في انتظاره على أحر من الجمر، وتكون قد أبدعت في تجهيز أصناف الطعام التي يحبها. عاش الزوجان حياة هادئة يسودها الحب والتفاهم مدة عشر سنوات تقريباً ورزقهما الله بطفلين زادا سعادتهما حتى حدث ما قلب حال الأسرة رأساً على عقب عندما تشاجر مرعي مع جاره في المحل المجاور لسبب تافه وتطورت المشاجرة سريعاً فأسرع إلى محله والتقط الشاكوش وضرب به جاره على رأسه فسقط صريعاً في الحال. تم القبض علىمرعي وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق وأحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد، وعدلت المحكمة التهمة إلى ضرب أفضى إلى موت وعاقبته بالسجن 7 سنوات. في أول زيارة لزوجها في السجن أخذ يبكي بين يديها وطلب منها انتظاره حتى يخرج من السجن، كما طلب منها الموافقة على الإقامة مع أمه وشقيقهمحمود حتى لا تعيش بمفردها مع الطفلين اللذين هما في حاجة إلى الرعاية، فطلبت منه مهلة للتفكير وعندما عرضت الأمر على والدتها وشقيقها وافقا على الاقتراح كما ضغطا عليها حتى وافقت هي الأخرى بحجة أن هذا الاقتراح هو أفضل الحلول ويصب في مصلحة طفليها، لكن بعد أيام قليلة وجدت أن محمود تقمص دور كبير العائلة وعاش فيه ونصب من نفسه وصياً عليها رغم أنه يصغرها في العمر بنحو عشر سنوات، وكان يأتي إلى منزل شقيقه الذي كان يقسو عليه أحياناً بقصد تأديبه وجعله يستطيع مواجهة الحياة، وكانتشيماء تتعامل معه على أنه شقيق زوجها الصغير وكثيراً ما كانت تقدم له التوجيهات والنصائح، فقد كان متعثراً في دراسته وحصل على الثانوية العامة بصعوبة شديدة ويعمل في وظيفة بسيطة. عجزت شيماء عن إقناع نفسها بأنه رجل البيت خاصة وأنه كان عنيداً ويصر على تنفيذها جميع ما يصدره من أوامر كما نصب من نفسه وصياً على الطفلين الصغيرين وحجر على كل تصرفاتهما وأفعالهما، فما كان لأي منهما أن يخرج إلا بإذنه ومن يعصى أوامره فعليه أن يتلقى العقاب حتى ضاقت بها الحال. ابتسمت شيماء ابتسامة صفراء وهي تغلق باب حجرتها على نفسها من الداخل، أخيراً جاءت إليها الفرصة على طبق من ذهب، فهي ستضرب عصفورين بحجر واحد أولهما أن تستولي على النقود والثاني والأهم تتخلص من مضايقات محمود شقيق زوجها وأسئلته السخيفة ونظرات الاتهام التي يصوبها نحوها كلما خرجت من المنزل أو عادت إليه. كان بإمكانها أن تطلب الطلاق بعد دخول زوجها السجن لكنها استجابت لبكائه ووافقت على انتظاره حتى يخرج من السجن كما وافقت على الإقامة مع أمه وشقيقه، ومع ذلك فإن محمود وباعتبارهرجل البيت كما يقول لم يراع كل ذلك ولم يحفظ جميلها. في صباح اليوم التالي تلقى رئيس مباحث مكافحة المخدرات مكالمة هاتفية من امرأة مجهولة أكدت خلالها أنها فاعلة خير وأن محمود يتاجر في المخدرات ويحتفظ في منزله بكمية من لفافات البانجو يقوم بتوزيعها على عملائه من المدمنين، ونظراً لأن رجال المباحث اعتادوا المكالمات الهاتفية التي لا يعرفون أصحابها وعن طريقها يستقبلون بلاغات عدة عن جرائم حدثت أو على وشك الحدوث وكانت وراء الكشف عن الكثير من الجرائم الغامضة، أسرع ضابط المباحث في الحصول على إذن من النيابة للقبض على محمودوتفتيش منزله وضبط ما فيه من مخدرات وداهمت قوة من رجال المباحث المنزل وفتحمحمود باب الشقة وفوجئ برجال المباحث حيث استأذنه ضابط المباحث في تفتيش الشقة فسمح له وهو يؤكد ضرورة حدوث خطأ وبين نظرات الاندهاش التي بدت واضحة في عيني محمود تم العثور على عدة لفافات بانجو مخبأة بعناية أسفل سرير حجرة نومه،كما تم العثور على لفافة ورقية أعلى الخزانة وفيها 3 آلاف جنيه. تم اقتياد محمودإلى القسم وهو يصرخ مؤكداً أنه لا يعلم شيئاً عن البانجو المضبوط وأنه باع محلاً منذ يومين فقط بمبلغ 21 ألف جنيه، وكان يحتفظ بالمبلغ بأكمله في لفافة أعلى الخزانة، لكن رجال المباحث عثروا على 3 آلاف جنيه فقط. على الرغم من أن جميع تجار المخدرات يزعمون براءتهم وأنهم مظلومون عند القبض عليهم وكان يمكن أن تضيع صرخاته في الهواء جعل شيء ما في نبرات صوت محمود ونظراته ضابط المباحث يشعر بصدق أقواله وبأن الجريمة مدبرة بإحكام للإيقاع به وإدخاله السجن ليكون ضحية لدسيسة دنيئة خاصة وأن التحريات المبدئية عنه أكدت خلو صحيفته الجنائية من أي اتهامات سابقة بالاتجار في المخدرات أو حتى تعاطيها من قبل. أصدرت النيابة قرارها بحبس محمود على ذمة التحقيق ومع ذلك لم يغلق ضابط المباحث الملف أو يعتبر أن القضية قد انتهت بالنسبة اليه..استدعى محمود من الحجز مرة أخرى وأعاد سؤاله بالتفصيل خاصة عن أعداء محتملين له قد تبلغ درجة عدائهم له إلى الدرجة التي تدفعهم إلى تلفيق القضية ضده، فأكد محمود أنه ليس له أعداء وحتى لو كان له أعداء فلا يوجد من يستطيع دخول المنزل بسهولة لوضع المخدرات في المكان الذي تم العثور عليها فيه، وفي الوقت نفسه يستطيع أن يستولي على مبلغ 18 ألف جنيه ويترك 3 آلاف جنيه فقط، وأكد محمود في أقواله عدم دخول غرباء إلى منزله حيث لا يوجد إلا أمه العجوز وشيماءزوجة شقيقه الموجود حاليا في السجن وطفلاها. على الفور ربط ضابط المباحث بينشيماء والمرأة المجهولة التي أبلغته هاتفياً عن اتجارمحمود في المخدرات وأرسل في استدعائها.لم يستغرق منه الأمر طويلاً حتى حصل على اعتراف كامل منها بأنها لفقت القضية وبأنها عندما علمت بأن محمود قد باع المحل قررت أن تضرب عصفورين بحجر واحد واشترت لفافات البانجو عن طريق أحد معارفها ووضعتها في حجرة نوم محمودكما استولت على مبلغ 18 ألف جنيه وتركت الباقي لإظهاره وكأنه حصيلة اتجاره في المخدرات و اعترفت بأنها أخفت المبلغ الذي سرقته لدى إحدى صديقاتها. تمت استعادة المبلغ وأمرت النيابة بالإفراج عن محمود كما أمرت بحبس شيماء بتهمة حيازة المخدرات والبلاغ الكاذب، وقرر قاضي المعارضات تجديد حبسها 15 يوماً أخرى.