يدين سانفريتشي هيروشيما بسيطرته في السنوات الأخيرة إلى قائد داخل الملعب وآخر خارجه يتقاسمان صفات هامة وولاء مطلق لبطل الدوري الياباني. ففي عام 2012، وبإشراف المدرب هاجيمي مورياسو حقق سانفريتشي هيروشيما باكورة ألقابه في الدوري الياباني. بعد أن كان مدافعاً ذكياً خلال مسيرته، يدرك مورياسو كيفية التدخل والتضحية ليستعيد الكرة من المنافس قبل أن يمرر كرة بينية ليطلق هجمات فريقه. ودافع مورياسو عن ألوان منتخب اليابان 35 مرة ولعب دوراً حيوياً في فوز فريقه هيروشيما بمرحلة الذهاب من موسم 1994. بقي مورياسو في الملاعب حتى سن الخامسة والثلاثين، وعلى الرغم من أنه اعتزل وهو لاعب في صفوف فيجالتا سانداي، فإن أنصار الكرة اليابانية يتذكرونه كأيقونة في صفوف سانفريتشي بعد أن خاض أغلبية مسيرته في صفوف فريقه. في موسمه الأخير مع سانفريتشي، خسر مورياسو مركزه الأساسي في تشكيلة فريقه لمصلحة كازويوكي موريساكي وهو لاعب وسط خطف الأنظار عام 2000 عندما اختير أفضل لاعب واعد في الدوري الياباني. ويشعر موريساكي بالفخر كونه كان أحد اللاعبين الكثر الذين تخرجوا من أكاديمية سانفريتشي وتدرجوا في الفئات العمرية للفريق. وقال في هذا الصدد "لقد تدرجت في هذه المؤسسة ولطالما شعرت بأن النجاحات التي حققتها تعني النجاح لفريقي أيضاً." وقد قام مورياسو بتعيين موريساكي قائداً له في الملعب وهو يثق بقدرات هذا النجم خصوصاً بأن نضوج موريساكي تمنحه دوراً حيوياً في فريق يتطلع لكي يتخطى خسارته أمام ريفر بليت 0-1 في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2015 FIFA. فمنذ خسارته مباراة الذهاب من نهائي بطولة اليابان في 2 ديسمبر/كانون الأول حتى الخسارة أمام العملاق الارجنتيني، خاض سانفريتشي 5 مباريات في أسبوعين لكن الفريق رفض استعمال ضغوط البرنامج كذريعة. والواقع بأن هذا الضغط شكل حافزاً لسانفريتشي لمواصلة تقديم أسلوبه الخاص. ويلخّص موريساكي ذلك بقوله "عندما نقوم بشن الهجمات، أحاول عدم اتخاذ مخاطرات قصوى. وفي الدفاع، نحاول إحباط هجمات الفريق المنافس قبل أن يشكل خطراً على مرمانا." طوال مسيرته، قام بهذا الدور على أكمل وجه، في حين يعتبر مورياسو بأن جنراله على أرض الملعب يملك الخصال البدنية والنفسية ليكون قائداً ناجحاً ويقول "يجب تخطي تحديات كثيرة من أجل تحقيق الإنتصار. لقد أظهر الصلابة المعنوية اللازمة لتحقيق الفوز وهذا الأمر قد يقود إلى إنجازات عظيمة. الصلابة هي كلمة سهلة لكن من الصعب تجسيدها في بعض الأحيان. لكنه أظهر قوة يحتاج إليها كل فريق من أجل الفوز. إنه يملك عقلية الفوز." ويعترف موريساكي بفضل مورياسو لكونه صقل موهبته وأسلوبه في اللعب على مدى العلاقة التي تربط بينهما منذ الفترة التي كان فيها المدرب زميله في الفريق الأول، ويقول اللاعب البالغ من العمر 34 عاماً "لقد أظهر خصالاً قيادية منذ مسيرته كلاعب. أكان موجوداً على أرض الملعب أو خارجه، لقد كان ولاؤه كبيراً تجاه النادي. لقد تعلمت كيف أصبح لاعباً محترفاً من خلال مشاهدته. حتى اليوم، فإن الأمر سيان." ساهمت العلاقة التي بناها الإثنان على مدى سنوات طويلة أيضاً في حصول موريساكي على مساندة في جوانب أخرى، ويكشف "بما أنني لاعب مخضرم الآن، فإن قلة من الناس تسدي إلي النصائح. المدرب هو بمثابة الأخ الأكبر بالنسبة إلي ويتكلم إليّ من خلفية اللاعب الذي كان. لا يتكلم معي بصفته مدرب الفريق فقط، بل يسألني عن رأيي وبالتالي نتناقش جيداً في ما بيننا. إذا شعرت ببعض السلبية، يقول لي دائماً فكّر بإيجابية لكي ترفع من معنوياتي. أشعر بحالة أفضل بعد التكلم إليه." يعتبر موريساكي كتلة نشاط داخل المستطيل الأخضر، وهو يجسد فلسفة مدربه من خلال خوض كل مباراة "وكأنها الأخيرة" له. وتبدو معنوياته عالية قبل خوض المباراة على المركز الثالث بقوله "لا أريد أن أكون تكملة عدد في هذه البطولة." وأوضح قائلاً "سنقدم بكل صدق أسلوب لعبنا وهو الأسلوب الذي ساعدنا كثيراً على تقديم عروض جيدة في الدوري الياباني،" مضيفاً "قدرتنا على تحقيق النتائج الجيدة تؤكد بأن مستوى الفريق تطور على مختلف الأصعدة. أعتقد بأن الأمر يبشر بالخير في المستقبل." بات مورياسو أسطورة حية في سانفريتشي كلاعب، وشخصية تحظى بالإحترام من الجميع، والآن كمدرب فهو يثق تماماً بقائده الميداني لكي يرتقي بمستوى الفريق في آخر مباراة للفريق في نسخة اليابان 2015. وعلى الرغم من أن موريساكي يملك مسيرة حافلة في الدوري الياباني على مدى أكثر من عقد من الزمن، فإنه عاش خيبات أمل أيضاً. فقد سقط فريقه إلى الدرجة الثانية مرتين، وفقد فرصة التواجد في صفوف المنتخب الأوليمبي في دورة أثينا 2004، كما أنه عانى من أعراض التدريب فوق العادة. لكنه في كل مرة نجح في تخطي هذه الصعوبات. ويقول مورياسو "يملك صلابة معنوية تخوله تخطي التجارب الشاقة. لقد أظهر قوة كسبها من خلال مروره بهذه الأوقات الصعبة وأيضاً بسبب المتعة التي يشعر بها لقدرته على ممارسة كرة القدم حالياً." ويدرك مورياسو أيضاً أكثر من أي شخص آخر كيفية النهوض من تجربة مريرة. فقد كان هو نفسه على أرضية الملعب في ما سمي مباراة "عذاب الدوحة" عام 1993 والتي فقدت فيها اليابان فرصة التأهل إلى كأس العالم الولايات المتحدة 1994 FIFA عندما سجل العراق هدفاً متأخراً بطريقة دراماتيكية في مرماها. ساهم كل من مورياسو وموريساكي كثيراً في النجاحات التي حققها سانفريتشي حتى اليوم، وسيبذلان قصارى جهودهما لينهي فريقهما كأس العالم للأندية FIFA بأفضل طريقة ممكنة.