أطلقت مصر سراح الإسرائيلي عودة سليمان ترابين بعد قضائه 15 عاماً في السجون المصرية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل التي عاد إليها بعد الإفراج عنه. وفي الوقت نفسه، أفرجت إسرائيل، عن مصريين استكملا مدة حبسهما في السجون الإسرائيلية. وينحدر ترابين من أصول بدوية فلسطينية، ويحمل الجنسية الإسرائيلية، ودين بالتجسس عقب عبوره الحدود بين مصر وإسرائيل في شبه جزيرة سيناء العام 2000. واعتاد ترابين السفر إلى مصر لزيارة شقيقتيه في مدينة العريش الساحلية. لكن قبض عليه خلال زيارته في العام 2000، وكان آنذاك في الـ 19 من عمره، وأبلغ بأنه حوكم غيابيا بتهمة التخابر لصالح إسرائيل. ونفى ترابين التهمة، وقال إنه بريء. وطالبت إسرائيل بإطلاق سراحه أكثر من مرة، وأثيرت قضيته في مناسبات عدة في سياق تبادل للسجناء. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإفراج عن ترابين من دون الإدلاء بأي تفاصيل. ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على النبأ. ووصف التلفزيون الرسمي الإفراج المتبادل بأنه «صفقة»، مشيراً إلى أن «من المنتظر الإفراج عن مصريين آخرين من السجون الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة». لكن مصادر أمنية مصرية رفضت في حديث لـ«مدرسة الحياة» وصف الأمر بـ«الصفقة». وقالت إن ترابين «إسرائيلي دين بالتخابر وألقي القبض عليه وحوكم وقضى فترة عقوبته، وأطلق وسُلم إلى دولته، وفق الأعراف». وكذلك الحال بالنسبة إلى المصريين المفرج عنهما في إسرائيل. وعودة هو نجل سليمان ترابين المطلوب توقيفه في مصر والمحكوم عليه غيابياً بالسجن 25 سنة بتهمة «التخابر»، إلا أنه فر وأسرته من سيناء إلى النقب في العام 1990، «بعدما استشعر أن السلطات كشفت تخابره»، بحسب مصدر أمني مصري. وحُكم على الأب بالسجن المؤبد لاتهامه بالتخابر لصالح إسرائيل عبر «نقل معلومات تخص تحركات الفدائيين في شبه جزيرة سيناء إبان الحرب بين مصر وإسرائيل، بعد الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967 للضفة الشرقية من قناة السويس، والاستمرار في نقل معلومات إلى إسرائيل بعد تحرير سيناء». وقال المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء محمد الغباري لـ«مدرسة الحياة» إنه «من الخطأ وصف إطلاق ترابين بالصفقة. هو أجنبي أخطأ وارتكب جريمة والقضاء عاقبه، وهو أدى العقوبة، ومن ثم وجب على الدولة المصرية تسليمه إلى دولته. في عالم الجاسوسية والأمن، لا يتم تسليم مدان بالتخابر إلا بعد تأكد السلطات من أن المعلومات التي كانت في حوزته تم حرقها». وأضاف: «من المؤكد أن التحقيقات مع ترابين استنفدت كل ما في حوزته من معلومات قد يكون نقلها إلى الجانب الإسرائيلي". وكشف أن «التحقيقات مع الجواسيس قد تشهد صفقات أو مواءمات حرصاً على الأمن القومي، كمنح الجاسوس جزرة مقابل الكشف عن شبكته والمعلومات التي سُربت، لكن ما أن يُقدم المتهم إلى المحكمة، فقطعاً تكون السلطات المعنية استنفدت ما في حوزته من معلومات، وعالجت آثار تسريب بعضها، وحين يقف في قفص الاتهام علناً يكون فقد كل قيمته ولم تعد له أي أهمية، فما بالنا بمن أمضى 15 عاماً في السجون». وعن إطلاق سراح ترابين وسط مفاوضات الغاز بين مصر وإسرائيل، استبعد الغباري أي تداخل بين المسارين. وقال إن «إطلاق ترابين لم يكن ضمن مفاوضات أصلاً ولا أي اتفاق. هو مدان بالتجسس أنهى عقوبته، وفي الأعراف الدولية المدانون بالتجسس يُسلمون إلى دولهم فور انتهاء عقوباتهم… إن كانت في فترة العقوبة بقية، كما حدث مع عزام عزام، فهنا مجال للحديث عن صفقة وثمن سياسي أو اقتصادي».