العيش مع الماضي عن قرب له نكهة خاصة، ولا سيما إذا كان يتعلق بالتاريخ الطبيعي للحيوانات المنقرضة منذ عشرات آلاف السنين. 15 ألف سنة، هو عمر «الماموث الصوفي» الذي يستضيف هيكله العظمي الكامل الضخم، أحد المراكز التجارية في أبوظبي. و»الماموث» هو أحد أنواع الفيلة، عثر عليه في ضفاف نهر إرتش في سيبيريا، ويصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار ووزنه حوالى طنّ. لماذا انقرض الماموث الصوفي؟ يشير المؤرخون إلى قلة الأدلة في شأن أسباب انقراض الماموث، إلا أنه من المرجح أن يكون السبب هو تغيير المناخ والصيد الجائر. بينما أشارت دراسات أخرى أجرتها جامعات أسترالية إلى أن العديد من الحيوانات كان الإنسان له دور في انقراضها، ولاسيما بعد دخوله إلى الجزر التي تعيش فيها هذه الديناصورات، حيث وجد العلماء أن وصول الإنسان الى القارة الموجود عليها الحيوان، اقترن باختفاء الحيوان بعد فترة من الزمن. ولكن الباحثين عجزوا عن الإجابة عن السبب الذي جعل البشر يلجأون الى إبادة الحيوانات بهذه السرعة، وربما يكون الأمر متعلقاً بالغذاء أو تهيئة بيئة مناسبة للسكن وما إلى ذلك. يعتبر مدير التسويق في مركز «مارينا مول - أبوظبي» نيكلاوس كانتوس حيث يوجد الهكيل، أن هذا الحدث «إنجاز ذو فائدة تعليمية وتثقيفية لمختلف المراحل العمرية». ويضيف كانتوس لـ «الحياة» بعد رفع الستار عن الهيكل وعرض فيلم قصير عن الفيل: «يتراوح لون الماموث بين الرمادي الفاتح والغامق، فيما يكسو الفراء جسمه، مع غطاء خارجي من الشعر الطويل والفرو القصير، فضلاً عن تميزه بذيل وأذنين قصيرتين، وعثر العلماء على موائله في كل من آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، إلا أنه يُصنف ضمن الكائنات النباتية التي تتغذى على الأعشاب»