أكد رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبينة التحتية، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أن المدن الإسكانية الجديدة التي تعكف وزارة الإسكان على تنفيذها في مختلف محافظات المملكة ما هي إلا ترجمة لرؤية الحكومة في توفير خدمات إسكانية متميزة للمواطنين بأفضل جودة وسرعة ممكنة. وقال لدى زيارته صباح اليوم الأحد (13 ديسمبر/ كانون الأول 2015) المدينة الشمالية وتفضله بتدشين مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بحضور عدد من كبار المسئولين والمدعوين: "إن الحكومة شرعت في جعل الأمر الملكي السامي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بتوفير 40 ألف وحدة سكنية في موضع التنفيذ منذ اليوم الأول لصدوره، ويأتي من بين الخطط التنفيذية لهذا الأمر السامي إنشاء ثلاثة آلاف وحدة سكنية كمرحلة أولى في المدينة الشمالية التي تتسع في مجملها لأكثر من 15 ألف وحدة سكنية تستوعب حوالي 90 ألف نسمة وبتكلفة تفوق ثلاثة مليارات دولار أمريكي". كما أثنى على ما يوليه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، من حرص ومتابعة لتنفيذ ما التزمت به الحكومة في برنامج عملها، وبخاصة فيما يتعلق بتوفير 25 ألف وحدة سكنية في مختلف المحافظات حتى العام 2018، وتطوير السياسات الإسكانية، وتسريع وتيرة توفير الخدمات الإسكانية، وتسهيل حصول المواطنين على التمويل المناسب لامتلاك المسكن. وأضاف قائلاً: "تعد المدينة الشمالية مثالاً حياً على التطور الهائل والتقدم غير المسبوق في التعامل الإيجابي مع الملف الإسكاني ومعالجته وفق أفضل السبل وأنجعها، إذ تعتبر الأكبر من حيث مساحتها البالغة 740 هكتاراً مقارنة بسائر المدن والمشاريع الأخرى التي تنفذها وزارة الإسكان، كما تعد باكورةً للشراكة المتميزة القائمة بين القطاعين العام والخاص والمتمثلة في بناء 1618 وحدة سكنية والتي بلغت نسب الإنجاز فيها مراحل متقدمة للغاية بتكلفة تقدر بحوالي 430 مليون دولار أمريكي". وأشار الشيخ خالد بن عبد الله إلى أنه على الرغم مما تشهده المملكة من ظروف مالية استثنائية صعبة نتيجة انخفاض السعر العالمي لبيع النفط الذي يعد المورد الرئيس لتمويل الميزانية العامة للدولة، إلا أن الحكومة ملتزمة بإنجاز مشروع المدينة الشمالية والمشاريع الاستراتيجية الأخرى في وقتها المحدد ضمن خطة العمل التي تسير وزارة الإسكان وفقها والتي يعد من بين أبرز ملامحها تنفيذ الأعمال الإنشائية بشكل يوازي تنفيذ أعمال البنية التحتية من شبكة مواصلات وطرق وصرف صحي وكهرباء وماء وغيرها، وذلك لضمان سرعة تشغيل هذه المدن في أقصر مدة ممكنة. وأردف بالقول: "وإلى جانب التمويل الحكومي المخصص للأعمال الإنشائية والبنية التحتية للمدينة الشمالية والتي بلغت حتى اليوم حوالي 720 مليون دولار أمريكي، فقد تم إدراج بعض مراحل هذا المشروع ضمن برنامج التنمية الخليجي، إذ يشترك وبدعم سخي في تمويل بناء وتشييد الوحدات السكنية وأعمال البنى التحتية للمدينة كل من صندوق أبوظبي للتنمية لإنشاء 2346 وحدة سكنية بقيمة 937 مليون دولار أمريكي من بينها ما قيمته 168 مليون دولار أمريكي لمشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي، إضافة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يمول بناء وتشييد 1304 وحدات سكنية بقيمة 350 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعني أن إجمالي الاعتمادات والمخصصات المالية لمشروع المدينة الشمالية للمرحلتين الأولى والثانية قد تجاوز ملياري دولار أمريكي". بعدها تفضل الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً ببدء العمل في تنفيذ مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالمدينة الشمالية والذي يعد أحد ثمار التكامل بين الوزارات الخدمية، لاسيما وزارة الإسكان ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني اللتان أسفر التعاون فيما بينهما عن تقييم واختيار المقاول المنفذ لهذا المشروع والذي باشر الأعمال الأولية لبناء المحطة المقرر أن يستغرق بناؤها حوالي 36 شهراً. ثم اطَّلع الشيخ خالد خلال جولة تفقدية بالمدينة الشمالية على مراحل الإنجاز المختلفة في كافة المشاريع الإسكانية قيد الإنشاء، وعلى مراحل العمل في مشاريع الوحدات السكنية المشيدة من قبل شركة نسيج بموجب اتفاقية الشراكة مع القطاع الخاص. وحيَّا الشيخ خالد وزير الإسكان وجميع منتسبي الوزارة على ما يضطلعون به من جهود مقدرة ومشكورة والعمل بأقصى طاقة ممكنة لتسريع وتيرة الخدمات الإسكانية وتقديمها إلى الفئات المستحقة وفق أفضل المعايير التي تحقق تطلعات القيادة الحكيمة في هذا الملف، وتلبي في الوقت نفسه احتياجات المواطنين. هذا وتقام محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالمدينة الشمالية على مساحة 10 هكتارات، وستعمل بطاقة استيعابية تبلغ 85 ألف متر مكعب في اليوم الواحد، وتمتاز بقدرتها على توفير أفضل مواصفات ومقومات معالجة المياه وترشيحها التي تتيح إعادة استخدامها في عدة أوجه من بينها أعمال الريّ المطلوبة لتشجير وتجميل المدينة، فضلاً عن مطابقتها لكافة المعايير والاشتراطات البيئية اللازمة لتصريف الفائض من المياه المعالجة إلى البحر مباشرة دون الإضرار بالحياة البحرية، وتتيح في الوقت نفسه التعامل مع مخلفات مياه الصرف الصحي بطريقة علمية، حيث يمكنها تجفيف تلك المخلفات والتخلص منها بشكل آمن وصديق للبيئة أو إعادة تدويرها لتستخدم كسماد للمناطق الخضراء في المدينة. من جانبه، تقدم وزير الإسكان، باسم يعقوب الحمر، بجزيل الشكر والتقدير للشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة على دعمه اللامحدود لوزارة الإسكان في إطار رؤية القيادة الحكيمة وما توليه من اهتمام بهذه الوزارة ومشاريعها التي يعول عليها في تلبية احتياجات المواطنين الكرام. وقال بمناسبة تدشين مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالمدينة الشمالية: "يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة في إطار مساعي الحكومة لتوفير المشاريع الخدمية بالمدينة الشمالية، خصوصاً وأن تدشين المحطة التي لا تقتصر في خدمتها على المدينة الشمالية وحسب، بل تمتد لتشمل القرى المجاورة لها يدعم جهود الوزارة الرامية إلى تسريع نسب الإنجاز في جميع مراحل العمل بالمدينة والتي تأتي في مقدمة المشاريع الاستراتيجية المندرجة ضمن خطة بناء 25 ألف وحدة سكنية المدرجة ضمن برنامج عمل الحكومة". وكشف أنه في الوقت الذي تسير فيه معدلات الإنجاز في المدينة الشمالية وفق الخطط المقررة، فإن الوزارة تعكف حالياً على إعداد الإجراءات اللازمة الخاصة بطرح مزيد من مناقصات تنفيذ المشاريع خلال الفترة القليلة المقبلة والتي تتضمن البدء في بناء أكثر من 2700 وحدة سكنية خلال العام 2016 بتكلفة تقدر بحوالي 535 مليون دولار أمريكي.