يشبه الأمر تصفح أوراق زهرة يانعة. مَن يرحل ومَن يبقى؟ ويعيش مهاجمو اليوفي الستة، وليس جميع اللاعبين، هذا الإحساس حاليا بعد أن أعلن جوزيبي ماروتا مسؤول سوق الانتقالات بالفريق أن أحدهم يزيد عن حاجة الفريق. وباستعراض الأسماء نجد أن المهاجمين الستة هم تيفيز ويورنتي وفوتسينيتش وماتري وجوفينكو وكوالياريللا. ولا يواجه أول اثنين أي مشكلة لأنهما انضما للفريق هذا الموسم ويعتبران القيمة المضافة لدعم الفريق المنتصر بعد أن حقق إنجازا رائعا بتحقيق لقب الدوري الإيطالي في آخر موسمين. ويتعرض باقي المهاجمين على العكس لخطر البيع والرحيل عن اليوفي ولكن بدرجات متفاوتة، بمعنى أن المدرب كونتي سيستمر في الاعتماد عليهم رغم أن المدرب مرتبط بشدة بكافة لاعبي الفريق الذي حقق اللقبين الأخيرين. ويعتبر فوتسينيتش حالة خاصة جدا. فمهاجم الجبل الأسود يمتلك قدرات نجم فذ. وهو يلمس الكرة بشكل لا يجيده إلا القلائل ويتمتع بذكاء كبير ويسدد (ليس دائما) ويشكل خطورة كبيرة على مرمى المنافسين، وهو أيضا لاعب متعاون مع زملائه وتعلم مع كونتي أيضا المعاونة في الدفاع. ولا يتمتع فوتسينيتش بالاستمرارية ولا الانضباط وكثيرا ما يهيم على وجهه في الملعب وكأنه غريب عن المباراة، لكن النادي والمدرب سيفكران ألف مرة قبل بيعه. وتعود العصبية التي أصابت اللاعب في هذه الأيام إلى عدم اطمئنانه للاحتفاظ بمكانه مع الفريق. فقد كان فوتسينيتش في السابق لاعبا لا يمكن الاقتراب منه والآن أصبح أحد المرشحين للرحيل رغم أن كونتي ما زال يؤكد أن التدريبات والإرادة والحماس في المباريات ستكون هي معايير الاختيار. ويبدو ماتري هو البديل الطبيعي ليورنتي. فلن يستطيع المهاجم الإسباني خوض جميع المباريات نظرا لارتباطات اليوفي المتعددة. ويبقى ماتري دائما في حالة استعداد دائم للمشاركة ومساعدة الفريق. ويعتبر جوفينكو لاعبا أثيرا لدى كونتي الذي دائما ما أشركه في المباريات بغض النظر عن انتقادات المراقبين وتذمر الجماهير. فهو مقتنع بقدرات جوفينكو ويدرك أنه يستطيع تقديم أفضل مما قدمه حتى الآن. وهو أحد اللاعبين الدوليين في صفوف اليوفي وأعتقد أنه سيبقى مع الفريق. ولا يتبقى سوى فابيو كوالياريللا. وبالنظر إلى وجهه أثناء المباريات الودية في هذه الأيام يتضح أنه ليس في قمة تركيزه وروحه المعنوية. ولم تكن علاقته مع المدرب جيدة طوال الوقت لأنه كان ينتظر المزيد من مدربه رغم أنه أبدى نشاطا ومهارة كبيرة عندما ضمه كونتي للفريق. وبصراحة شديدة يبدو لي كوالياريللا الأقل أهمية في مجموعة المهاجمين. ويرغب كوالياريللا في المشاركة الدائمة لكنه سيجد صعوبة في اللعب من الدقيقة الأولى كأساسي بفريق اليوفي. فالفريق يمتلك أولويات مختلفة ويحتاج كوالياريللا إلى المزيد من الدوافع والاستمرارية لتقديم أفضل ما لديه. ويبدو لي أن مسيرته مع اليوفي قد انتهت وسوف تفتح له أبواب المشاركة في مكان آخر وعلى الأرجح سيكون الدوري الإنجليزي. إن جماهير اليوفي ومدربه ينتظرون رؤية الثنائي يورنتي وتيفيز. وينبغي على هذين المهاجمين البارعين أن يمنحا الفريق تلك الفاعلية الكبيرة التي كان يفتقدها في بعض الأحيان في السابق. وكان اليوفي يسجل دائما الكثير من الأهداف لكن هذين اللاعبين يمثلان شيئا مختلفا. فقد كان اليوفي يحتاج في خط الهجوم إلى مَن يبتكر الأهداف ويصنعها في الأيام العجاف. ويستطيع تيفيز القيام بهذا الدور بينما يمكن أن يلعب يورنتي دور القناص الذي ينجح في تغيير النتيجة وإطلاق الكرة كالسهم داخل الشباك عندما تتعقد الأمور ويتعسر الفوز. إن هذا الثنائي يسد ثغرة كبيرة في صفوف اليوفي ولهذا ينبغي أن يبدأ كونتي بهما حتى يؤدي موسما رائعا وقويا.