دبي (الاتحاد) ظل سؤال «كيف تجد منتجاً.. ولماذا نحتاجه فعلاً؟»، الأكثر تفصيلاً بين مناقشات المخرجين الشباب وكتّاب السيناريو، المشاركين في جلسة نوعية، نظمها منتدى مهرجان دبي السينمائي الدولي الـ12، واستضاف فيها نخبة من المنتجين الفعالين في الصناعة العالمية والعربية، وهم: جولي بيرجيرون رئيس برامج السينما، مارشيه دو فيلم من مهرجان كان سينمائي، المنتج ترنت من (أوك موشن بيكتشرز)، ورولا ناصر: منتج مؤسس (إيماجيناريوم فيلمز)، ومحمد حفظي: مؤسس ومدير إداري (فورترس فيلم كلينك)، وأدار الحوار المخرج السينمائي هاني أبو أسعد. وشملت الطاولة النقاشية، أهم المحاور المفصلية في الصناعة السينمائية، مثل: علاقة الثقة التي تجمع المخرج بالمنتج، ماهية اختيار المشاريع السينمائية، كيفية تأسيس اللقاءات والصفقات التمويلية، أوجه اختلاف الجغرافيا الإنتاجية وأثرها على تنوع وقبول السيناريوهات، مناطق الخطورة بين كل من الفعل السينمائي (الفكرة، الإخراج) والمجازفة المالية، ما تقدمه الموهبة من قوة حضور وإقبال إنتاجي، وما أهم المطالب الفكرية للعاملين في الفيلم، طوال رحلة إنجاز الفيلم السينمائي؟ إثارة المخرج هاني أبو أسعد، لسؤال الثقة المتبادلة بين المنتج والمخرج، ساهم في تعزيز المخيلة المعرفية للحضور، حول أهمية العلاقات الإنسانية للقائمين على المشروع السينمائي، فمن جهته اعتبر محمد حفظي، أن المنتج يمثل مفاهيم الإدارة والتوازن، بدءاً من اختياره للمشاريع، وقراءته لمدى واقعية العمل، وما إمكانية تمويل الفيلم، وبالنسبة له إذا لم تكن هناك ثقة من البداية، فليس هناك داعٍ لصناعة فيلم، ومسألة الثقة يتحمل مسؤوليتها المخرج والمنتج معاً، مضيفاً أنه يتاح للمخرج حرية اتخاذ القرار، ولكن يبقى النقاش مفتوحاً. وأوضحت جولي بيرجيرون أن من صميم عملها، تنظيم الطاولة، لعقد لقاءات نقاشية بين مخرجين ومنتجين، وأن مسألة الثقة هنا، بين الطرفين، تصل لمرحلة الإحساس بشريك الحياة، أمام استيعاب موضوعي للعملية المعقدة التي يمر بها الإنتاج. ولفت المنتج ترنت إلى أنه لا يختار «مشروعاً سينمائياً»، بل يسعى لاختيار الناس في البداية، ويكتشف مدى قدرته على الاتفاق معهم، وبالنسبة لرولا ناصر، فهي ترى أن العنصر الأهم في محور الثقة المتبادلة بين المنتج والمخرج، في أن تكون لهما نفس الرؤية بالنسبة للمشروع السينمائي، ففي أحيان كثيرة، يرى المخرج قصة الفيلم أو آلية معالجته بطريقة مختلفة عن المنتج، ما يضر بعملية الصناعة، مؤكدة أنها تمثل دروساً يتعلمها المنتجون والمخرجون خلال رحلة وخبرة صناعة الأفلام. واتفق معظم المتحاورين على أن الوصول إلى المنتجين، يأتي عادةً من البحث الجيد، وفهم المشاريع المستهدفة، مؤكدين أن المنتجين يبحثون دائماً عن المشاريع السينمائية، وقدرة المخرج على تعريف نفسه، والتواصل المستمر، بإرسال النصوص السينمائية، هو ما يحقق سمة الوصول إلى اتفاق أو قبول المشروع، مبينين أن السيناريو الجيد، المحبوك بموهبة عالية، يقبل عليه المنتجون، ويسعون لصناعته، وإيصاله للشاشة، خاصةً أن كثرة المنتجين واختلاف ذائقتهم وتوجهاتهم، تتيح فضاءات أوسع وأشمل، للمخرجين، في تحويل تجربتهم للواقع السينمائي.