الرحمة معناها الرأفة والشفقة والعطف والحنان وان الرحمة من رحمة الله التي وسعت كل شيء والتي يجعلها في قلوب من يشاء من عباده يرحم بعضهم البعض وجعلها في جميع المخلوقات والرحمة ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ومنها ما جاء في الآية 105 من سورة البقرة في قول الله تبارك وتعالى (الله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وفي الآية 132 من سورة آل عمران قوله جل وعلا: (واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) وفي الآية 54 من سورة الانعام قال الله عز وجل (كتب ربكم على نفسه الرحمة) وفي الآية 56 من سورة الاعراف قال الله تعالى (ان رحمة الله قريب من المحسنين) وفي الآية 156 من سورة الاعراف قوله تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكبتها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) وفي الآية 107 من سورة الأنبياء قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) وفي الآية 73 من سورة القصص قال جل وعلا (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) وفي الاية 43 من سورة الاحزاب قال الله عز وجل (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيماً) وفي الآية 29 من سورة الفتح قال تبارك وتعالى (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) هذا ومن الاحاديث الواردة عن الرحمة فمن حديث جاء فيه (الرحمة عند الله مائة جزء فقسم بين الخلائق جزءا وآخر تسعا وتسعين الى يوم ا لقيامة) ومن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال (انا رحمة مهداة) وقال انما بعثت رحمة ولم ابعث لغاناً، وقال (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) وقال (لا تنزع الرحمة الا من شقي)، وقال: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس) (ومن لا يرحم لا يرحم) هذه الاحاديث المذكورة هي بعض ما ورد عن الرحمة. ومما قيل من الشعر عن الرحمة، قال شاعر: ان انت لم ترحم المسكين ان عدما ولا الفقير اذ يشكو لك العدما فكيف ترجون الرحمن رحمته وانما يرحم الرحمن من رحما وقال شاعر: ارحم اخي عباد الله كلهم وانظر اليهم ببعض العطف والشفقة وقر كبيرهم وارحم صغيرهم وراع في كل خلق وجه من خلقه وهذا مما جاء من الآيات القرآنية ومن الاحاديث النبوية ومما قيل من الشعر كان بشأن الرحمة، فعسى الله ان يجعل الرحمة في قلوب عباده ليتراحموا فيما بينهم والله هو ارحم الراحمين.