×
محافظة المنطقة الشرقية

الأهلي والهلال في مواجهات متوازنة لخطف الصدارة وكلاسيكو “الأصفرين” يشتعل

صورة الخبر

قدَّم الأهلي متعة كروية حقيقية وهو يتفوق على الهلال في عقر داره ويكسبه بثقة واقتدار، والكسب الأهلاوي بدأ من قبل المباراة حينما انشغل الهلاليون بغياب هداف الفريق الأهلاوي عمر السومة، ونسوا أنهم يفتقدون خلال هذا اللقاء الهام لأهم مفاتيح اللعب في الفرقة الزرقاء «نواف العابد»، وللحديث عودة. تجلَّت نجومية حسين المقهوي وهو يتسلَّم الريشة من تيسير، ومن بعده سلمان المؤشر، ويقدِّم نفسه نجمًا للقاء.. سجل هدفًا من خطأ هلالي وصنع آخر باحترافية لمهند عسيري، والأخير أثبت أنه كلما احتاجه الأهلي قال أنا هنا موجود، والتصريحات التي يطلقها عن ضرورة مشاركته متجاوزًا العرف الأهلاوي في عدم السماح للاعبين بالخروج عن النص، فله كل الحق فيما يردد ويقول، أما أهم ما يميز الأهلي فهو مدربه القدير جروس، فخلال متابعتي للقاء حاولت أن أتفهم طبيعة هذا المدرب الذي لم يخسر طوال 44 مباراة متتالية، ولكنه قد يتعادل في أسهل المباريات.. وبالفلسفة الأمريكية في معالجة الأمور عُدْت لأرشيفه الشخصي ووجدت أنه خريج المدرسة الألمانية بامتياز.. لعب في البوندسليغا ودرب فيها، إذن لا غرابة أن يُحرَج مع الصغار ويتفوق على الكبار، فألمانيا بالتحديد احتاجت لوقت إضافي لتتجاوز الجزائر قبل أن تحرز كأس العالم في نسخته الأخيرة، وهي التي صعقت البرازيل بسباعية تاريخية في عقر دارها والبرتغال برباعية، وفي النسخة قبل الماضية أمطرت مرمى إنجلترا والأرجنتين بثمانية أهداف وخسرت أمام صربيا في المونديال نفسه، إذن هذه هي طبيعة جروس الفنية، ثقافة كروية ألمانية.. وتركيزه على الأطراف مقارنة بالنواحي الأخرى يبرهن على ذلك.. هذه محصلة تفسيري لفلسفة الداهية جروس. ويجب ألا ننسى أن هناك دورًا إداريًا مميزًا ساهم في تهيئة الفريق، فكما انتقدنا الأهلاويين في المبالغة على الاعتراضات يجب أن ننصفهم حين يعملوا «صح». في المقابل ارتكب دونيس عدّة أخطاء وأكملها بتصريحه غير المسؤول بعد نهاية اللقاء، وحتى في تكليف المهمات كان خاطئًا: ألميدا يهدر جزائية أمام الشباب ثم يسدد مرة أخرى أمام الأهلي!.. عبدالعزيز الدوسري لا يمكن أن يكون بديلًا لنواف العابد، دخل اللقاء صانع ألعاب للهلال فنجح بامتياز في صناعة هدف الأهلي الأول من خلال تمريرة متقنة، والغريب أن يستمر 90 دقيقة! الاتحاد وعقدة الخواجة من قمّة الأهلي إلى خماسية الاتحاد.. اتضح لي أن هناك تناغمًا وانسجامًا بين مدرب الاتحاد ولاعبيه وأمور فنية قدمها المدرب العربي المصري عادل عبدالرحمن عجز عن تقديمها سلفه بولوني، فالاتحاد كان يعاني في الوسط لاعتماد الروماني على أسماء كبيرة سان مارتن ومونتاري وترويسي وتجاهله للشبان أصحاب الحيوية والديناميكية، والالتحام وقطع الكرات، وأعود بكم لحديث سابق ذكرته في غير مرة حينما قال لي ديمتري -وهو يتحدث عن دفاع الاتحاد: جميل والخليوي وفلسفة إشراك دغريري وخريش على حساب فهد الخطيب ومسعود الصحفي- بأنَّ الفريق لا يمكن أن يكون مجموعة من الجنرالات، فالمباراة معركة وتحتاج لجنود يؤدون مهمات خاصة، ويبدو أنَّ عادل عبدالرحمن متفهّم لذلك جيدًا وهو الأمر الذي كان يجهله بولوني، كما أنه منح الفرصة لرياض البراهيم الذي طالبنا به مرارًا هو وزميله الناظري مرارًا في «المدينة» كأبرز صفقات الصيف الاتحادية، ولكن بكل أسف المفهومية والعمل المميز لن يسمحا لعبدالرحمن بالاستمرارية، فالإدارة الاتحادية لقلة خبرتها وعدم سماعها لنصائح من يملك الخبرة، سلبت الثقة من المصري المتمكِّن، وأعادت بيتوركا من جديد، وسؤال عريض: «ماذا قدم هذا المدرب لكي يعود؟»، وإن كنت أسمع ممن لا يحب الاتحاد ويسعد وهو يراه في وضع غير مستقر بأنَّ إقالة بيتوركا لم تكن صحيحة وعودته صائبة، فالهدف استمرار عدم الاستقرار في عميد الأندية، والمحزن حقًا هو ما صنعته الإدارة الاتحادية بيدها.. صوّتوا على عدم عودة المدرب ثم تراجعوا وصوّتوا بشكل مختلف، وسينصف التاريخ الاتحادي الأصيل محمد عواد الوحيد الذي اعترض على عودة بيتوركا.. كان المطلوب أن يمضي الاتحاد للأمام وليس أن يعود للخلف، وكان المطلوب أيضًا أن يُمنح المدرب عادل عبدالرحمن الفرصة ليستمر، وليس هناك ضرورة لجلب مدرب أوروبي حتى ولو كان ناجحًا، فما بالك أنه مفلس فنيًا يشغلنا بأمور انضباطية!. تذكروا تصريحات لاعبي الاتحاد إبان إشراف بيتوركا، كانوا يقولون بالنص: يطالبنا باستخدام المهارات الفردية في الأمام.. يعني أن نهج هذا المدرب فردي، وفي هذا الزمن الكرة الفردية لا تجدي نفعًا ولا تُحقِّق إنجازًا.. خلاصة القول حُسِم الأمر وجاء بيتوركا وكل ما أخشاه أن يتكرر ما حدث في الموسم الماضي حينما جمع عمرو أنور 21 نقطة من 7 مباريات وخسر في الثامنة أمام النصر بطل الدوري وبأخطاء تحكيمية.. هذا السيناريو لا نريده أن يتكرر مع بيتوركا وعادل عبدالرحمن، فالأخير قدم فريقًا ممتعًا أمام الشباب وهجر وأيضًا الخليج، والإشادة ليست للخماسية ولكن طريقة اللعب والنشاط والحيوية.. آخر الكلام بالتوفيق للاتحاد مع أي شخص كان. Abdullah Fallatah@al-madina.com.sa