رام الله منتصر حمدان: حذر الأمين العام لالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير أحمد سعدات، مما وصفه بمحاولات الالتفاف على الانتفاضة الشعبية المشتعلة في الضفة الغربية ضد ممارسات وجرائم الاحتلال، مؤكداً أن هذه الانتفاضة جسدت الحالة الطبيعية للشعب الفلسطيني ومساره الحقيقي، وشكّلت رداً على ما يتعرض له من جرائم بشعة، وعملية قمع وممارسة عنصرية تستهدف طمس هويته الوطنية، وحقه في الاستقلال والحياة الكريمة. وقال سعدات في رسالة بعث بها من معتقله لدى قوات الاحتلال، بمناسبة ذكرى انطلاق الجبهة الشعبية: إن الدعوات للالتفاف على هذه الانتفاضة، أو تدجينها وتحويلها إلى خطوة تكتيكية للعودة لدوامة التسوية، وتحت شعارات فضفاضة تحوّلها من مقاومة شعبية شاملة إلى مقاومة سلمية. وتابع سعدات: انطلاقاً من مضامين مشروعنا التحرري الإنساني والديمقراطي، إن انتفاضتنا ومقاومتنا ضد هذا الاحتلال، تعد نضالاً استراتيجياً متواصلاً من أجل تحقيق حلم شعبنا في الاستقلال التام، الذي يؤسس لولادة دولة ديمقراطية حقيقية غير عنصرية، تنبذ أشكال التمييز والقهر كافة، وتنهي الصراع في فلسطين وحول فلسطين بطرد المشروع الصهيوني من جذوره. وتستأصل كل عوامل الصراع والكراهية بين سكان فلسطين، وتؤسس لولادة نظام سياسي ديمقراطي، يحترم حقوق سكانه الفردية والجماعية والثقافية والمذهبية والقومية، وتكافؤ الفرص والمساواة على قاعدة احترام الحق الجماعي والفردي في التعبير عن الرأي والذات. دولة تشكل نتاج عملية ديمقراطية شاملة يشارك في اختيارها سكان فلسطين كافة. وأضاف: أن هذه الانتفاضة تشكّل مخرجاً للقيادة الفلسطينية المتنفذة من دائرة الإرباك والمراوحة والمراهنة على أوهام المفاوضات والتسوية بالرعاية الأمريكية. فالتفكير الذي ما زال ينظر للإدارة الأمريكية بشريك وصديق لشعبنا الفلسطيني، ويحاول تحييدها أو كسبها إلى جانب نضال شعبنا هو تفكير منغلق لا يراعي حرمة الدم الفلسطيني، الذي ينزف في شوارع الوطن. وشدد سعدات على أن استمرار الانقسام والتعامل مع جهود إنجاز المصالحة بطريقة لفظية وليست عملية هو إهانة للشعب الفلسطيني، الذي يتطلع لطي هذه الصفحة السوداء، مشيراً إلى أن الوقائع أكدت أنه من غير الممكن دون الاحتكام إلى المراجعة النقدية الجريئة لمسيرة شعبنا السياسية، والعمل على إعادة بنائها على قاعدة استخلاص العبر من هذه الأخطاء، وصولاً لدعم وإسناد الانتفاضة الشعبية، والثقة بقدرة جماهيرنا والطاقات التي تمتلكها على دحر العدوان وتحقيق النصر على المشروع الصهيوني.