وقد يقال: وهل هناك حفلات لسوق الأسهم؟! والجواب: نعم! وحفلات دائمة! وكثير منها تنكرية تُغطِّي فيه بعض أسهم الشركات وجهها الحقيقي بقناع تنكري، قد يجعل الوجه الجميل يبدو للجاهلين قبيحاً، والوجه البشع للطامعين في غاية الجاذبية والجمال!.. كيف ذلك؟!.. حين يرفع بعض المضاربين المتضامنين، أو مديرو المحافظ غير المرخصين، أسهم شركات خاسرة عاثرة فوق قيمتها العادلة بأضعاف مضاعفة بعد أن جمعوا كميات هائلة من أسهمها بأرخص الأسعار، فإنهم يُجمّلون وجهها القبيح ويُسَمِّنون جسمها النحيف كما يُسمِّن بعض باعة الأغنام الخروف المعِيّ الهزيل بسقيه الماء المالح حتى ينتفخ جنباه ويزيد حجمه ويثقل وزنه، وهو مجرد ماء محتبس يدل على المرض لا على الصحة، فيحسب الجاهل أن ورمه شحم وأن انتفاخه الملحي لحم، فيشتريه بأغلى الأثمان، وذلك إنما يتم عبر التدوير والنجش والتدليس وكلها ممارسات مرفوضة في كل الأديان والقوانين.. وقد يضغط بعض المضاربين بأسلوب معاكس للسابق، على سهم شركة جيدة لكن أسهمها قليلة قابلة للضغظ والتخويف. حتى يفزع ملاكها ويبيعوها بأبخس الأثمان اعتقاداً منهم بأن أخباراً سيئة قادمة تخفيها، او خوفاً من مزيد من النزول، وهو نزول مفتعل، وبهذا يضعون على وجه تلك الشركة الجميلة قناعاً تنكريا تبدو فيه قبيحة بشعة تزدريها الأنظار ويزهد فيها المشترون، وبنفس أسلوب التدوير والنجش والتغرير حتى يجمعوا مايريدون ثم يرفعوها بسرعة ويزيلوا عن وجهها قناع البشاعة ويحققوا - في الحالتين - أرباحاً طائلة غير مشروعة على حساب جموع المتداولين. ومع تقلبات أسعار النفط العنيفة كثرت حفلات الأسهم ولكنها حفلات أقرب ماتكون لمراسم العزاء، ماهو السبب؟.. هو عدم وجود (صانع سوق).