وعن تأثير الحية بية على البيئة البحرية، أكد رئيس جمعية البحرين للبيئة الدكتور شبر الوداعي أن هذا الموروث الشعبي بات في يومنا الحالي يؤثر سلبا على حياة البيئة البحرية، بعد أن كان صديقا للبيئة، وذلك بسبب تبدل السلوك المرتبط بممارسته من حيث المظهر والمضمون والنمط وتغيره عما كان عليه سابقا. وأما بالنسبة لمضمون ونمط الحية بية سابقا، قال الوداعي كانت الحية بية أو الضحية كما أحب تسميتها تصنع من سعف النخيل فإذا رميت في المياه البحرية تتحلل مع مرور الزمن. وأضاف ثقافة المجتمع سابقا ﻻ تجيز رمي الضحية بكاملها بل يجري رمي محتوياتها من نبات وإعادة الضحية الى البيت ﻻستخدامها في الموسم القادم.وأوضح لم تعد الأمهات والجدات يصنعن الضحية، والتي توضع بها النبتة في سلة مصنوعة من خوص النخيل بعد اضمحلال هذه الحرفة التراثية، وأصبحت الغالبية العظمى من المجتمع تصنع الضحية في العلب البلاستيكية والمعلبات الحديدية والألمنيوم، وترمى الضحية بكاملها في المياه البحرية. وتابع بطبيعة الحال، تترك تلك المواد آثارا سلبية على البيئة الساحلية، فضلاً عن أنها تشوه المظهر الجمالي والحضاري للشريط الساحلي، وبالتالي لم يعد هذا الموروث يحافظ على منظومة القيم التي ترافق المواريث الشعبية كالحفاظ على نظافة البيئة، بل بات يشيع الممارسات غير المسؤولة في رمي المخلفات وتحويل المناطق الساحلية الى ما يشبه بمكب النفايات. وتابع هي ثقافة تنطلق من مبدأ الحرص والترشيد في الاستهلاك وعدم تلويث المياه البحرية والشريط الساحلي، نظراً لارتباط هذه البيئات بالمكون النفسي للمجتمع المحلي، ولا بد من الإشارة إلى أن ذلك النهج في إعادة استخدام الضحية يتوافق مع جوهر أهداف المصطلح الحديث الذي يعرف باﻻستخدام المستدام.