ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دور روسي في تصعيد التوتر الحالي بين بلاده والعراق على خلفية رفض بغداد مؤخرا "التدخل التركي" في الأراضي العراقية، ومطالبتها أنقرةبسحب قواتها فورا. وأضاف أردوغان في مقابلة مع الجزيرة تبث غدا الجمعة، أن وجود القوات التركية في العراق جاء بطلب مباشر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي زار أنقرة العام الماضي وطلب مساعدة للتدريب حينما كان تنظيم الدولة الإسلامية قد دخل الموصل وبدأ يتمدد في شمال العراق. وتابع "بناء على طلبه أنشأنا مخيم تدريب في بعشيقة.. هو يعرف كل هذا وجرى بعلمه.. الآن اسألوا الرجل أين كنت عندما أسسنا المخيم؟ لم ينبس ببنت شفة منذ ذاك التاريخ، والآن يثيرون هذا الموضوع بناء على بعض التطورات في المنطقة"، في إشارة إلى الأزمة التركية الروسية الحالية على خلفية إسقاط تركيامقاتلة روسية قالت إنها اخترقت أجواءها. وكانت تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا الأسبوع الماضي إلى منطقة بعشيقة لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريبالبشمركةمنذ عامين ونصف، وتم استقدام ما بين 20 و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل. وأوضح أردوغان أن بلاده رفعت عدد أفراد التدريب "لتقوية مساعيها"، مشيرا إلى أن الأفراد هناك ليسوا قوة محاربة بالكامل، ومعظم الأفراد هناك مدربون. وتحدث الرئيس التركي في المقابلة عما سماه "المثلث الإيراني الروسي العراقي" الذي قال إنه أسس لسلطة مذهبية طائفية جاءت من العدم، مشيرا أيضا إلى أن السنة في العراق مهمشون في دوائر صنع القرار، ومعتبرا أن أصل المشكلة في سوريا تنبع أيضا من هذا المنظور الطائفي. المقاتلة الروسية وبشأن الأزمة التركية الروسية عقب إسقاط مقاتلة روسية، أكد أردوغان أن "حلفاءنا في حلف الناتو يقفون معنا ويوافقوننا في الطرح تماما فيما يتعلق بالرواية التركية"، وكشف في هذا الإطار عن "استفزازات روسية" لتركيا خلال الأيام القليلة الماضية، لكنه أكد "لن نُستَفز، وسنعمل بأصلنا وأخلاقنا". ونفى الرئيس التركي الاتهامات الموجهة لبلادة بتجارة النفط مع تنظيم الدولة الإسلامية، وقال "لا يعقل أن نحارب هذا التنظيم ثم نتعاون معه من خلال تجارة النفط". وأضاف "تم توقيف 1600 مشتبه به، وطردنا الآلاف، وهناك 26 ألف شخص لم تسمح تركيا بدخولهم إليها، وقتلنا الكثير من عناصر التنظيم". وبشأن علاقات تركيا بالعالم العربي، قال أردوغان إن هناك مشروعات تعاون كثيرة مع الدول العربية والخليجية لاسيما قطر والمملكة العربية السعودية، لكنه أوضح أن العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة "سيئة أو ليست في أحسن حالاتها"، مشيرا إلى أن السبب معروف وهو موقف تركيا من النظام المصري.