عواصم وكالات أرسلت القوات العراقية أمس تعزيزاتٍ إلى منطقة التأميم الواقعة جنوب غرب مدينة الرمادي بعد يومٍ من طرد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي منها، فيما فجَّر انتحاري نفسه في شرق بغداد مُوقِعاً 6 قتلى على الأقل. ووصل رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، إلى أنقرة لإجراء محادثات سيهيمن عليها إرسال جنود أتراك إلى قرب مدينة الموصل، في وقتٍ أعلن التحالف الدولي ضد الإرهاب تنفيذ 26 ضربة جوية جديدة في العراق وسوريا. وأفاد ضابط كبير في قيادة شرطة محافظة الأنبار (غرب بغداد) بـ «تحرُّك فوجٍ من قوات طوارئ الأنبار من قاعدة الحبانية إلى منطقة التأميم لإتمام السيطرة عليها بعد تحريرها». وكانت القوات العراقية تمكنت أمس الأول تحت غطاء غارات التحالف الدولي من استعادة السيطرة على «التأميم» التي تعد أكبر منطقة في الرمادي، في مؤشرٍ مهمٍ في عملية محاولة استعادة المدينة بكاملها. ويضم فوج الطوارئ الذي تحدث عنه الضابط مقاتلين من أهالي الأنبار تمَّ تدريبهم وتجهيزهم لتثبيت المواقع على الأرض، بينما تخوض قوات الجيش ومكافحة الإرهاب المعارك. وذكر رئيس مجلس قضاء الخالدية (شرق الرمادي)، علي داود، أن «الفوج مجهز بالسلاح والعتاد والآليات»، مشيراً إلى «تدريب مقاتليه على حرب المدن ومسك المناطق المحرَّرة من تنظيم داعش». وطبقاً لمصادر عسكرية؛ قصف طيران التحالف الدولي صباح أمس تجمعاتٍ للتنظيم في شمال الرمادي ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصره. واحتل «داعش» المدينة، التي تُعدُّ عاصمةً للأنبار، في منتصف مايو الماضي بعد هجومٍ استمر 3 أيام واستُخدِمَت فيه شاحنات مفخخة ضد تجمعات القوات الحكومية. في غضون ذلك؛ أبلغت مصادر أمنية وطبية في شرق بغداد عن قتلِ مفجِّر انتحاري 6 أشخاصٍ على الأقل في حي العبيدي أمس في هجومٍ أعلن «داعش» المسؤولية عنه. ولفتت الشرطة إلى إصابة 7 آخرين في الهجوم الذي وقع أثناء خروج مصلِّين من أحد المساجد. وبالقرب من الموقع؛ بيَّن أحد رجال الشرطة أن «المفجِّر الانتحاري حاول دخول المسجد قبل أن يوقِفَه حارسٌ، لكنه فجر نفسه». وبدأت على الفور عملية بحث لملاحقة المتورطين، بحسب الشرطة. وأظهرت أرقام الأمم المتحدة أن 888 عراقياً قُتِلوا وجُرِحَ 1237 آخرون في أعمال «إرهاب وعنف وصراع مسلح» في نوفمبر الفائت. وكان نصيب العاصمة الأكبر حيث قُتِلَ فيها 325 شخصاً. بدوره؛ قدَّر التحالف الدولي ضد الإرهاب عدد الضربات التي نفذها أمس الأول ضد «داعش» في العراق وسوريا بـ 26 ضربة جوية. وأوضح التحالف، في بيانٍ له، أن 22 ضربة نُفِّذت في العراق، فيما نُفِّذَت 4 أخرى في سوريا. واستهدفت الضربات الـ 22 عدة مبانٍ ومنشآت أسلحة وأهدافاً أخرى قرب 10 مدن مختلفة، بينما أصابت الضربات الأربع رؤوس آبار نفطية وأهدافاً أخرى، بحسب البيان. في سياقٍ آخر؛ وصل رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، إلى أنقرة أمس في زيارة عمل تستغرق يومين ويُرجَّح أن يهيمن عليها نشر قواتٍ تركيةٍ في شمال العراق. ومع انتهاء مهلة 48 ساعة منحها العراق لسحب المئات من الجنود الأتراك من قاعدة قرب مدينة الموصل؛ هوَّن سفير بغداد لدى الأمم المتحدة من شأن الخلاف بين البلدين، مبدياً تفاؤله لسير المحادثات الثنائية بينهما بشكل إيجابي. وكانت أنقرة استندت إلى ما قالت إنها موافقة سابقة من بغداد على نشر القوات مثار الجدل بالقرب من الموصل بهدف تدريب قوات عسكرية. لكن بغداد نفت ذلك، ووصفت نشر القوات بـ «انتهاك» لسيادتها. ويجري مسعود برزاني محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، خلال زيارته.