نقلت وسائل الإعلام الروسية عن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس الأربعاء إن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستجري محادثات ثلاثية في شأن الأزمة السورية غداً الجمعة - 11 كانون الأول (ديسمبر) - في جنيف. وجاء كلامه في وقت أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأربعاء انه سيتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل ليحاول مع القادة الروس الدفع باتجاه تسوية للنزاع في سورية. وعملت موسكو وواشنطن معاً لجمع قوى عالمية وإقليمية من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار وانتقال سياسي في سورية. وبدأ أمس مؤتمر موسع للمعارضة السورية في الرياض في أعقاب اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج. ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وايران حليفتا النظام، السعي الى عقد محادثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من كانون الثاني (يناير). وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين أن نيويورك ستستقبل الاجتماع المقبل «للمجموعة الدولية لدعم سورية» في 18 كانون الاول (ديسمبر) الجاري، لكن روسيا قالت إن «من المبكر» البت في مشاركتها في هذا الاجتماع. ورداً على سؤال عن الدور الذي يتوقعه من الرئيس فلاديمير بوتين، قال كيري في باريس: «سأذهب الى موسكو خلال أسبوع وسألتقيه وكذلك سألتقي وزير الخارجية (سيرغي) لافروف للبحث في قضيتي سورية وأوكرانيا». وأضاف كيري على هامش مؤتمر المناخ الدولي في باريس ان «روسيا تبنت سلوكاً بنّاء بمساعدتها على بدء عملية فيينا (المفاوضات الدولية السابقة حول سورية) ونجاحها واعتقد انهم يرغبون في تسوية سياسية هناك». وتابع متسائلاً: «هل لديهم مصالح هناك مختلفة عن مصالحنا؟ نعم الأمر ينطبق على ذلك. هل يحمون هذه المصالح؟ بالتأكيد الأمر كذلك». وأكد كيري ان روسيا لم تخفِ دعمها السياسي والعسكري للرئيس السوري بشار الأسد لكنه رأى أن هناك نقاطاً مشتركة كافية للسير قدماً باتجاه عملية سلام. على صعيد آخر، أعلن الكرملين أمس ان الرئيس بوتين دعا «خبراء بريطانيين» الى المشاركة في تحليل الصندوق الأسود للطائرة الحربية التي أسقطها الطيران التركي على الحدود السورية. واستعاد الجيش الروسي الصندوق الاسود لطائرة السوخوي-24 التي اسقطتها طائرات حربية تركية، لكن بوتين أمر بعدم فتحه «إلا في حضور خبراء أجانب». وقال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي «يدعو خبراء بريطانيين الى المشاركة في تحليل معطيات الصندوقين الاسودين لطائرة السوخوي 24». ويأتي إعلان الكرملين بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. وقال الكرملين ان بوتين وكامرون لديهما «وجهتا نظر متشابهتين حول خطورة تنظيم داعش ومجموعات إرهابية اخرى تنشط في المنطقة». وفي بغداد، قال بريت ماكغورك مبعوث الولايات المتحدة الجديد لدى التحالف ضد تنظيم «داعش» أمس إن أولوية التحالف هي إغلاق آخر شريط حدودي بين تركيا والأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سورية. وتتحدث الولايات المتحدة وتركيا منذ شهور عن جهد مشترك لإخلاء آخر جزء من الحدود من عناصر «داعش» لكن لم يظهر مؤشر على أي تقدم. وقال ماكغورك أمس: «نزيد ضغوطنا هناك» بهدف حرمان التنظيم من طريق للتهريب يمده بالمقاتلين الأجانب وجنى من خلاله أرباحاً تجارية غير قانونية. وقال ماكغورك الذي أسند الرئيس باراك أوباما إليه المنصب في تشرين الأول (أكتوبر) إن 30 في المئة فقط من الضربات الجوية الروسية في سورية استهدفت التنظيم المتشدد فيما أصابت بقية الضربات «جماعات مسلحة أخرى». وتابع: «نرى حملتنا في سورية فعالة للغاية ولدينا بيانات لتأكيد هذا. الحملة الجوية الروسية لها أهداف مختلفة بصراحة شديدة».