رغم استقرار أسعار الأعلاف، التي لا تتجاوز 12 ريالا وملاءمة أسعار الشعير، إلا أن أسعار الأضاحي تذبح المستهلكين، بارتفاعها لمستويات تفوق قدراتهم الشرائية. المستهلكون عزوا ارتفاع الأسعار إلى الاحتكار الذي يمارس من خلال الشراء المبكر للأضاحي من قبل غالبية تجار الماشية، ما يضع أكثر من علامة استفهام أمام الأهالي تجاه هذه الممارسات الاحتكارية من جانب التجار، الذين أجمعوا على شرائهم المبكر للأغنام بهدف تخزينها واحتكار السوق قبل موسم الحج، ما سيجعل الأسعار تزداد في تحليقها عاليا. وطالب المستهلكون بتدخل وزارتي التجارة والصناعة، والزراعة، والسماح بالاستيراد من الدول المجاورة، مطالبين في الوقت نفسه بتحديد أسعار الأضحية، التي ستكون هذا العام نموذجا لم يسبق له في الارتفاع. «عكاظ» تجولت على سوق وأحواش المواشي، واستطلعت أحاديث التجار والمستهلكين حول اختلاف وجهاتهم حول الأسعار وأسبابها، فالتجار يلقون باللوم على مربي الماشية الذين باعوها بأسعار غالية، إضافة إلى ارتفاع سعر الشعير وغلاء أجور العمال والمربين. فيما يشير آخرون إلى أن السوق عرض وطلب. أما المستهلكون فيرون الأمر من زاويتهم الأخرى ويصرون على أن التجار لا يقتنعون بالأرباح البسيطة ويتعذرون باسطوانة الارتفاعات المستمرة في تكاليف التربية والأعلاف. وقال المستهلكون سعيد أحمد، محمد هاشم، أحمد علي إن الأسواق تعاني من الركود ونقص المعروض من الماشية والخرفان والسبب التجار الذين يقومون بشراء جميع الكميات قبل عيد الأضحى بفترة طويلة جدا تمتد إلى الشهرين بأقل الأسعار، مستغلين حاجة المربين ثم يعيدون بيعها قبيل العيد مباشرة بأسعار باهظة تصل إلى ضعف قيمتها والمستفيد الوحيد في هذه الحالة هو التاجر وليس المربي. وتراوح سعر الخروف الحري بين 1300 إلى 1650 ريالا، حسب سن وحجم الأضحية، فيما تراوح سعر المستورد السواكني من 850 إلى 1250ريالا. بينما يقول أحمد الزندي «أحد تجار الأغنام بسوق تبوك» إن أسعار التيوس الحرية تتراوح بين 950 ريالا إلى 1380 ريالا، موضحا أن الحري والنجدي والسواكني والنعيمي المرباة بالمزارع تعتبر الأغلى وذلك لارتفاع تكلفة تسمينها في المزارع والأحواش. وأضاف: «لاحظنا إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء الأضاحي»، وأضاف أن هذا وقت مناسب للشراء ويتولون تعليفها وتسمينها ولا تزال أسعارها مستقرة، ولكن سترتفع خلال الأيام المقبلة بلا شك في ظل الاحتكار الذي يمارسه التجار بتجفيف الأسواق من المعروض الملائم من الأضاحي. أما التاجر عبدالرحمن ملهوي فقال: «متى ما توفر البديل رخصت الأسعار والعكس في ذلك، والأسعار الآن تحت حكم العرض والطلب وتوفرها في الأسواق، حيث إن هناك العديد من التجار يأتون كل عام من مدن وهجر شتى إلى سوق تبوك ومنها عرعر وسكاكا وبسيطة، ومتى ما تواجدت ماشيتهم حتما ستنزل الأسعار». وأضاف أن الاستيراد الآن متوقف وخاصة من سوريا وهذا سبب كبير في الارتفاع، وتوقع ملهوي أن السماح بالاستيراد سيسهم في خفض الأسعار 30 في المائة من قيمتها. وطالب المستهلكون بالسماح بالاستيراد، مؤكدين أنه الحل الأنسب لخفض تلك الارتفاعات التي تتوالى عاما بعد الآخر، ومراقبة الأسعار حتى لا يستغل التجار حاجة الأهالي ويرفعونها.