السويسري كريستيان جروس (61 عاما) المولود في زيورخ، تربى على بعد بضعة كيلومترات من مقر فيفا في لوزان.. مرجعيته في كرة القدم كمدافع سابق قبل أن يتحول إلى مدرب، فرضت عليه أن يرفض الأهداف الوافدة لمرماه، وأن يتحمس لها وهي تسجل بعيدا عنه في شباك المنافسين. اكتسب من «الخصوصية» السويسرية طمأنينة عالية الجودة، وهدوء أقرب للبرود، يمكنه من حمل الرياح داخله دون أن يهتز. 35 مباراة له (وحده) مع الملكي في دوري جميل دون أن يتذوق الخسارة. رقم كبير له كمدرب عندما يتأبط ملفه عائدا من الدوري السعودي. وكبير للأهلي الذي أمضى 43 مباراة دورية على التوالي دون أن يسقط، وهو إنجاز سيبقى عصيا على الكسر لسنوات طويلة جدا. الأصلع السويسري لم يعد فقط بناء الفكر الأهلاوي، بل أعاد للخدمة نجوما كانت على شفا الذبول. المدرب الهادئ.. اكتشف معتز، وأعاد إنتاج المؤشر والمقهوي ومهند وبصاص، وأهدى فريقه إسلام سراج وصالح العمري. والأهم.. الأهم.. عرف كيف يخرج الشهد من أقدام السومة. مدرب بازل وتوتنهام وشتوتغارت السابق، لا يبحث عن الأرقام وحدها، بل عن الألقاب قبلها، وليس عنها كلها، بل تحديدا عن لقب خرج منذ نحو 30 عاما ولم يعد. وهو قريب.. وقريب جدا من قطف حلم المجانين.