تختزن ذاكرة سلطان السعيد تفاصيل الحادث المروع الذي فقد فيه أحد أصدقائه، إثر انقلاب المركبة التي كانت تقلهما على طريق عقبة أيان في منطقة بني سعد جنوب الطائف، ورغم أن العناية الإلهية أنقذته من الموت، إذ لم يصب سوى بكسر مضاعف في ساقه، إلا أن مشاهد انحراف السيارة في العقبة نتيجة لوعورة الطريق وسقوطها في الوادي، لا تبارح مخيلته. وقال السعيد: «فقدت صديقي العزيز في الحادثة التي وقعت نتيجة للتضاريس الوعرة في العقبة، ولولا عناية الله، ثم وصول رجال الإسعاف في الوقت المناسب، لكنت في عداد القتلى، بينما صديقي انتقل إلى رحمة الله فور سقوط المركبة ذات الدفع الرباعي»، مستغربا من أن الدماء التي تنزف بغزارة في المكان لم تحرك الجهات المختصة لتمهيد الطريق أمام العابرين. وأضاف: «أداء الشركة المنفذة لتعبيد الطريق في العقبة يسير ببطء شديد، غير مكترثة للضحايا الذين تتزايد أعدادهم يوما بعد آخر هناك»، لافتا إلى أنه لم يتبق على استكمال المشروع من طريق بلاد ربيع سوى ثمانية كيلومترات فقط. بينما، ذكر محمد الربيعي الذي يعمل في الطائف أن ثمانية كيلومترات تحول بينه وبين والديه اللذين يقطنان بلاد ربيع جنوب المحافظة، إذ قال: «الأجزاء الوعرة المتبقية من عقبة أيان التي لا يزيد طولها على ثمانية كيلومترات تحولت إلى ساحة للدماء، وكلما أردت زيارة والدي في قريتي، تذكرت الحوادث التي تقع بكثرة في المكان، فأصرف النظر وأبقى في الطائف». وطالب سعود الربيعي الجهات المختصة بالتدخل سريعا لاستكمال ما تبقى من مشروع تعبيد عقبة إيان، مؤكدا أن جميع العابرين بمركباتهم فيها يتوقعون السقوط في أية لحظة. وقال علي الربيعي: «استبشرنا عندما بدأت الشركة في تحديد طريق عقبة إيان قبل نحو عام، وتوقعنا أن ينجز مشروع تعبيده سريعا، خصوصا أنه لايزيد على ثمانية كيلومترات، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، فاستمرت الحوادث تقع فيه بكثافة». في المقابل، أكد مصدر في وزارة النقل «فرع الطائف» أنه يجري العمل على إنجاز مشروع سفلتة عقبة إيان، مرجعا بطء التنفيذ إلى وعورة التضاريس ووجود اعتراضات للأعمدة الكهربائية، واعدا بتسريع عملية الإنجاز.