×
محافظة المنطقة الشرقية

القوات البحرية المصرية تدشن غواصة حديثة من ألمانيا

صورة الخبر

لايجوز التشفي بالمبتلين: لا احد فيه ذرة من انسانية يتشفى بقتل مدنيين ابرياء عزل لا ناقة لهم ولا جمل لم يحملوا السلاح ضدنا كمسلمين لحظتها على الأقل. لا في فرنسا ولا حتى في اسرائيل، لقاء اية ذريعة كانت حتى ولو استعرضت التاريخ المرير وما ساموا به شعوبنا المستضعة سوء العذاب، في حقب زمنية غابرة.. خاصة من قبل المسلم الحق لأن اخلاقه ودينه تمنعه من حتى التماهي مع اية قتله مهما كان هدفهم الذي يرونه مشروعا ونبيلا بالنسبة لهم هذا متفق عليه. نأتي الى النقطة الثانية التي يدندن عليها كل من يتخذ من هذه الأفعال المشينة ديدنا وحياة بل ومبررا لما يقوم به من اعمال ارهابية، وهي القول بأن من صنع الارهاب هم الغرب وحدهم قبل الشرق، لذا فعليهم من الله ما يستحقون وهذه حجة حق اراد بها مطلقوها باطلا. وفيها من الذكاء الشىء الكثير. لنعترف. لامبرر للإرهاب ابدا: لايمكن الاقرار بأن اية تفجيرات ضد عدو فعلي او مفترض حاضرة عداوته او تاريخيه كان مستعمرا او امتص دماء من استعمرهم كحال الاستعمارات التاريخية المعروفة في بلاد المسلمين دون استثناء مبررة لوجود ظلم هنا او هناك بل نريد ان نقول انه ما من فعل الا وله رد فعل، هذا الرد فعل لن يكون عقلانيا ولا منطقيا باي حال فدائما الانتقامات لا سيطرة عليها ابدا، وتخرج في اثواب عجيبة غريبة موشحة بوشاح ديني او علماني او ثوري او غيره، ومن اناس عدميين لا يلون على شىء سوى الايقاع بالخصم بأي شكل من الأشكال حتى ولو على حساب انفسهم هم، وأنى لهم ان يتمتعوا بما انجزوه، ولهذا تأتي العمليات الانتحارية على طريقة علي وعلى اعدائي المقولة العتيدة، وللمرة الثالثة لا نبرر اي عنف على الاطلاق حتى ولو قورن بظلم من في الارض جميعا، إنما لغرض التحليل والتدارس. الوقوف مع من يقع فريسة للإرهاب خاصة المسملين منهم: نعود الى احداث باريس وماجرى فيها من بلبلة لاتسرنا على الاطلاق، واعادت إلينا زيارتنا لها منذ عدة سنوات مضت، فهي فيها قدر من التسامح مع الأديان والأجناس وفيها قدر كبير من تقدير العلم والحريات المكفولة يجب الاشادة بها حتى ولو ان ديننا واسلامنا الحنيف لايقرها على الاطلاق فلكم دينكم ولي دين، لأنه دين السماحة الانسانية فالناس اثنان اما اخ لك في الدين او اخ لك في الانسانية. وهنا وقفة نريد كل من حزن على احداث باريس ان يحزن اكثر على اطفال سوريا وشيوخها وامهاتها الذين يتساقطون صرعى كل يوم من باب الأمانة الأخلاقية والعدل في الأرض. وهنا لا بد وان يحضر التساؤل التالي الذي اصبح ايقونه لاخيار لنا في طرحها وهي هل ان الغرب هو من لا نقول صنع داعش وغيرها بل اسهمت افعاله المشينة عبر التاريخ في صناعتها، ام من صنعها يا ترى ؟! ارهاب الدول الغربية: صحيح ان الشرق دائما مضطهد ومنهوب ومحتل ومغلوب على امره واسوأ من ذلك تقع كل حروب الكبار على اراضيه، فمن أين نبدأ من العالم العربي والأسلامي، ونتساءل الا يعتبر ارهابا كل انواع الهيمنة والقهر بدءا من الحروب الصليبية التي قاد معظمها ملوك اوروبا، وعضدت لها الكنيسة الكاثوليكية التي توجهت الى كل البلاد العربية والاسلامية والحربين العالميتين وضحاياهما بملايينهما العشرين والحروب الامريكية في فيتنام وكوريا والفلبين واليابان وقنبلتيها النوويتين، ثم الحرب الاستعمارية الفرنسية والمليوني شهيد في الجزائر، وحروب والبوسنة والهرسك والشيشان والغزو الامريكي للعراق وتخريب ليبيا ، واشياء لاحصر لها تختم دائما بالاحتلال الصهيوني لفلسطين القديم الجديد الماثل امام العيان حتى اليوم، كلها حروب ارهابية بكل المقاييس وبمعنى الكلمة. هذا في الشأن الخارجي على طريقة من يحبذ ان كل بلاوينا في العالم العربي والإسلامي هي نتاج مؤامراتي خارجي وحيد ولا شيء غيرها، نقول نعم لابد لنا الا ندس رؤسنا في الرمال، ونعترف ان هناك عنصرا متأتيا لدينا يمكن الاشارة إليه بعجالة وهي يغذي ذلك التصلف والإرهاب الغربي علينا كعرب ومسلمين. فبعض الأصوات تنادى بإرجاع الفتوحات الإسلامية وتشير الى الدولة العثمانية وفتوحاتها الضخمة محمد القاسم وقبلها صلاح الدين الايوبي وبطولات لاحصر لها والتي شيبت رأس أوروبا بخاصة حتى كاد الفتح الاسلامي يعمها بعد ان طرقت ابواب النمسا.. إن العودة الى مثل هذه البطولات والفتوحات هي بالفعل مطلب كل مسلم، ولكن يشترك ان يكون ارقى منهم في فكره وفي علمه وفي قوته واسلحته وفي كل شيىء وتعود له أمجاده. وأن تدور الدوائر عليهم فيبعثون بأولادهم ليدرسوا في جامعاتنا بل ويتباهى ملوك اوروبا باللباس العربي، وذلك الراهب الاندلسي الذي يهرب متخفيا ليتعلم اللغة العربية، في قصص كثيرة مرت وتوسلات منهم ان نقبل أبناءهم في جامعاتنا، كما نفعل الآن تماما، كلها مسجلة تاريخيا لا داعي للأطالة والعودة اليها. فكرة تكفير الغرب: أكثر مما سبق فهناك من اخذ على عاتقه إن قولا او عملا او غير ذلك ان الغرب كافر لا جدال في ذلك ولم يتورع في الاستشهاد بايات مجتزأة من القرآن الكريم وبأقوال رسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في مناسبات خاصة مثل أتيتكم بالذبح وخلافه.. الخ وينسى ان يستشهد باول سورة في القرآن الكريم الحمد لله رب العالمين، ولو تأملها اي شخص ينحو هذا المنحى لعلم جيدا ان الله عز وجل رب للمسلم ورب للكافر ايضا وكما يرزق المسلم يرزق الكافر مثل المسلم تماما، وهذه فيها بحوث كثيرة. ولأحجم عن تلقين النشىء غض الايهاب مثل هذه الاشياء في لوي للنصوص على تأويلاته وحدها ولم يأخذ بآراء الأكثرية من المعتدلين من الأئمة العظام سواء في السابق او في هذه الأيام. والأخطر من ذلك بعض الفتاوى على تأثيراتها خاصة على مريدها بل من يتصدر تعليم النشىء الجديد ويكون له اكبر التأثير الدائم عليه كالمدرسين من الفضلاء وبعضهم ينحون منحى تطرفيا يترك آثارا بالغة على النشىء الجديد لا تمحى، فكيف لهم ان يتخلصوا من ذلك، بدليل ان البعض منهم يتم مناصحته وما يلبث ان يعود إلى تطرفه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. المسلمين بين متسامح وخلافه: هناك المتسامح من قبل الجميع مع كل ذلك على المستوى الأممي والمجتمعي العادي والديني منها والعملي شعوبا وغيرها من التي تريد ان تعيش وعلى المستويات الحكومية وعلى المستويات السياسية الفاعلة بالاخص كطبيعة حباها الله للإنسان المسلم الذي يطلب العدل الإلهي الاخروي وليس الدنيوي بطبيعته ثم نعمة النسيان، عدا انه لا مناص من مد اليد الى الغرب على فضاعته وارهابه حتى تكون لاوطان المسلمين موطىء قدم في هذا الكون السياسي المتلاطم الأمواج، وحتى تسير سفينة الحياة وهم محقون بلا أدنى شك، حيث يصعب ان ينوح الإنسان العملي الواقعي المتوازن المعتدل في كل تصرفاته وعلى مستويات عدة ان يندب حظه العاثر باستمرار ويتمحور حول احزانه وآلامه وإن كانت بحق مريرة في كل يوم ليتقوقع عليها والعالم يسير قدما، فربما كان ذلك فيه هلاكه وانه غير جدير بالحياة، ناهيك عن عدم الاستغناء عن هذا الغرب من قبل أمم تستقبل كل سبل الحياة الضروري منها والكمالي. الحاجة الى الغرب: سيجد العالم الثالث انه لامناص من اي من اشكال التعاون مع الغرب فمن يستخرج البترول له ومن يعلم ابناءه ومن يسير عمليات التنمية ومن ومن؟! لأن مثل هذه المجتمعات لم تستكمل حضارتها في الوقت الحاضر لتواكب العصر مهما تقمصت هذا العصر فلن تستطيع ان تحيد قدر انملة الا بمؤازرة الغرب الفاعل الذي قطع اشواطا كبيرة في ميادين العلم والتقدم، حتى وإن اعترض او احجم من لهم رؤية دينية يرون في ذلك امتهانا لدينهم واخلاقهم ولكنهم سلبيون في ذلك، فلم تفلح مع هذا الغرب كل اشكال المقاطعة مهما اشتدت، على سبيل المثال. مناطحة الغرب ام الاستفادة منه: بل ان هناك من هم اخطر على هذا الغرب كلما رأى البعض منهم مناطحة هذا الغرب ومحاولة القضاء عليه ولكن ليس بأسلحة العلم والمعرفة والمنافسة الشريفة وعلى رؤوس الاشهاد بل باشكال اخرى انتقامية حدية ولأنها ليست وجها لوجه وندا لند يلجأ البعض منهم الى الاساليب التي اصطلح على تسميتها مؤخرا بالإرهاب الدولي، بينما كان يمكن ان يكون السلاح مختلفا إرهابيا معرفيا وفكريا وتقدميا في ميادين العلم والمعرفة. العداء الياباني تحول الى مصالح: إن خير مثال يقتدى به من امة العرب والمسلمين والغرب والشرق هم اليابانيون فبعدما فشلت كل الاسلحة الفتاكة وبعد ان ارهبوا امريكا في بيرل هاربر وارهبتهم أمريكا بقنابلها النووية كما اسلفنا لم يتقوقعوا ويتلون ادعية في مساجدهم اللهم اهلك الغرب.. وكل يذهب الى بيته لا بل شمروا عن سواعدهم النحيلة وناطحوا امريكا نفسها في عقر دارها بماذا ليس ببيرل هاربر جديدة ولا بداعش يابانية بل بالتويوتا وغيرها الكثير كأضعف سلاح تعمل له امريكا كل حساب واسلحة من الشرق قادمة من مثل اليابان كالصين وكوريا وماليزيا واندونيسيا اي من النمور الآسيوية. هل الغرب من صنع الارهاب وارتد إليه: صحيح انه بالتفكير المنطقي التحليلي الذي يصعب احيانا اثباته على الأرض بالطبع، ان الغرب هم من صنع داعش وغيرها لم يصنعها على عينه بل ضمنا وعرضا نتيجة سلسلة تاريخية للرد على إرهاب الدول المهيمنة عالميا، الذي مر بنا .. الآن يقابل بانتقامات فضيعة لا حصر لها، يعزز ذلك التربة الخصبة من فوضى أمريكا الخلاقة التي ابتليت بها المنطقة ابتداءا من العراق، واحتقانات طائفية نجح مؤججوها وعلى رأسهم الغرب بالذات بعد غزو العراق في افتعالها، وعزز ذلك الحكومات العراقية الطائفية التي خلفت امريكا في العراق وتلك الميليشيات الطائفية البغيضة التي اقل ما عملته هي حرق خصومها وخرق جباههم بالمثقاب الكهربائي (الدريل) بكل وحشية، وتهميش لاكبر مذهب على الأرض وكله بتماهي من أمريكا على اقل تقدير التي لا تريد لها منافسا في أي مكان في هذا الكون. الا يؤلب ذلك الشريك المقابل ويجعله يستنجد بكل شياطين الأرض ومن ضمنها داعش وماعش وفاحش التي تورط الجميع دون استثناء في افساح المجال امامها بدعوى انقاذهم مما حل بهم من ويلات الخصم المذهبي الذي جاء ليعيد للعراق مجدها وينافس صدام حسين في عهوده الزاهرة ولو ان على صدام الكثير من الملاحظات والمؤاخذات اقلها احتلاله للكويت وحتى هذا الاحتلال كان نتيجة خدعة امريكية، وحتى اجتثاثه كان ايضا تحت خدعة امتلاكه لأسلحة كيماوية، ومن ثم جاء اجتثاث البعث من قبل الحكام الجدد متناسين انه لن يتخلى نهائيا عن حكم العراق، ولن يترك لأي حاكم عراقي جديد ان يهنأ بالحكم، لدرجة قيل ان الرأس المدبر لداعش وربما غيرها هو من مخلفات البعث، في فكرة تناقضية على اعتبار ان داعش تختلف في توجهاتها ولكن ذلك قابل للتصديق، إذا علمنا ان داعش ابهرت الجميع بما قامت به، في فترة زمنية قياسية لا تبرر ان خبراتها حديثة، بالطبع مع خبرات لمن قدم من أوروبا من المقاتلين الذين يشكلون قسما كبيرا من تنظيم داعش. وأسباب اخرى صنعت الارهاب: لكن ضمن هذه المنظمات من لا يعرف ماذا يعمل، فهو لا في العير ولا في النفير في كل ما سطرناه من تحليلات بل هو لا يتعدى شخصا مأجورا ببعض مبالغ ربما يطعم بها اولاده مثلا او سدت امامه كافة السبل في بلاده حتى في الغرب بعد ان اكل القوي الضعيف وسيطرت تلك الشركات العملاقة على مقدرات الحياة لديهم، واصبح الفرد يعمل لديهم ساعات طوال حتى يؤمن لقمة عيشه وابنائه والحال اسوأ في الشرق نظرا لضعف الإمكانات وشيوع الفساد المالي وتدهور الوازع الديني مع الأسف في البلدان الإسلامية على اختلاف ونسبيته بالطبع. لنتخلص من فكرة ان الغرب بلاد كفر ودار حرب وفسق والمرأة تسير عارية في شوارعها وموضوعات منعوا الحجاب او منعوا المآذن. هذا شأنهم وحدهم. ومن يذهب إليهم عليه ان يلتزم بقوانيهم فهو لم يذهب فاتحا هناك كالفاتحين العظماء فلكل زمان دولة ورجال، بل عليه ان يأخذ منهم مخترعاتهم وعلومهم وصناعتهم وحضارتهم كما اخذوا منا كل ذلك في فترات زمنية مرت ولا يلتفت الى سفاسف الأمور ويوقع بلاده في حيص بيص بحجج واهية لا تسمن ولا تغني من جوع، اقلها ان يعرف قدر نفسه ولا يسهم في تأليب هؤلاء المردة على بلاده وامته، حيث يصعب ان ندافع عن امتنا الإسلامية والعربية وسط هذه الأجواء المشحونة، حيث تجيير الارهاب لكل عربي ومسلم حتى ولو قام به أمريكي او اوروبي الأصل والمنشأ والولادة، إذ يكفي ان يكون مسلما فقط، بينما الغرب يعج بالأحزاب الدينية المختلفة المتشددة واليمينية والتي سوف تحكم العالم في يوم من الأيام لتحافظ على كينونتها ان استمر الحال على ماهو عليه. عندها ستزداد ازمات العالم العربي والإسلامي مع هؤلاء، ومن يدري ان يخضع هذا العالم إما الى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ او إلى استعمار جديد يعجز عن ازاحته عن كواهلنا حتى احفادنا. وهنا يطيب لي ان أورد مقولة ابي رحمه الله تعالى المكتف مايهوش وترجمتها ان المربوط باتفاقيات دولية وعالمية لن يستطيع الفكاك منها أبدا لأنه ضعيف ويحتاج حتى يفك قيوده تغييرا في عقليته وطريقته في التفكير ولا يحتقر اي فكر من اي مكان كان فالحكمة ضالة المؤمن وليس الكافر كما ورد وهنا تأمل لا أدري لماذا لم يذكر الكافر هنا هل لان القول موجه الى المسلمين فقط ام ان المعنى الحقيقي غير ذلك لم يتوصل له بعد، أم انني اتفلسف عليكم لا أدري. هناك عبئاعلينا جميعا آباء وامهات واسر وابناء عم ومجتمع وبيئة ومدرسة ووزارات تعليم في كل البلدان العربية والإسلامية حتى لا نفتح اعيننا يوما من الأيام فنجد اولادنا ومن بعدهم احفادنا يفكر اكثرهم في الحزام الناسف لا سمح الله، وهذه ليست آراء مبالغة بل يمكن ان تحدث إذا لم نتحسس كل ماحولنا خاصة النشىء الجديد المحاط بعثرات لا حصر لها في المدرسة وفي البيت وعلى مستوى الفتاوي الغير مقننة احيانا وبعض خطب الجمعة والمجالس العامة، وأخطر شىء نعتقد انه ينبثق من الاحباطات وتكتيم الافواه وازدياد نسب البطالة والعوز وفقدان الأمل وتدني الشعور الانتمائي والوطني فهي مقاييس قوية لأي تدهور اخلاقي يؤدي يوما بعد يوم الى عتمة في رؤية الشاب تقوده الى هلاكه ويجر مصائب لمجتمعه ليست مجرد قنبلة هنا وهناك بل تؤلب على بلاد المسلمين في الغرب وغيره من لايرحمهم على حين غفلة منا عندها يوم لا ينفع الندم. الخلاصة: كل العالم ساهم في خلق نوعا ما من أنواع الارهاب كل بحسب مدخلاته نتج عنه مخرجات من نوع ما بحسب الكيفية فالغرب تصور ان اي ظلم سامه على غيره من الشعوب سوف يكون طي النسيان، فالمنتفع في هذا العالم نسي ما حل باهله وذويه الى غير رجعه لأنه يتمتع ببحبوحة عيش وهو في سعة من أن ينبش الماضي ويعكر اجواء علاقاته مع الغرب، وفي مقدمة هؤلاء الدول التي لها علاقتها مع الغرب وتريد العيش بسلام وعفى الله عما سلف. وهؤلاء عموما من العمليين ولا نقول العلمانيين الذين انغمسوا في الغرب وهم عمليون بطبعهم، وظروفهم لا تستدعي اضربني واضربك هذا يعطل مصالحهم ويعكر مزاجهم فهم دنيويون بمعنى الكلمة. وهناك آخرون يمكن تسميتهم بالأخرويون اي اهل الآخرة ان صحت العبارة، وافضل تسمية لهم الجهاديون اي المتدينون بطبعهم والذي لا يلوون على شىء سوى مبادئهم التي يؤمنون بها ويكرسونها ومن ضمنها مسألة الصراع الحضاري الديني بالأصح، باختصار لم ينلهم من المولد العالمي حتى بعض الحمص، ويمكن ان نقسمهم الى قسمين: قسم متزمت دينيا يريد ان يكيل الصاع صاعين ولأنه لا يستطيع ان ينتقم من الغرب لا مانع لديه من استخدام كافة اسلحته المختلفة الفكرية وكل ما يصل الى يديه ضد الغرب في حركة يعتبرها مبررة الى حد كبير اقلها الانتقام من الغرب ولو في جزئية واحدة مما الم بالعالم الإسلامي من ويلات في القرون السابقة على الأقل، ويمكنه تجنيد الكثيرين من داخل الغرب ومن خارجه حتى من غير المسلمين لا يهم ولنقل كمرتزقة مثلا، وكلما علا شأن اي تنظيم قامت أوروبا بالتصدي له وقام هو الآخر بالتصدي لها في معارك لا أول لها ولا آخر فالتنظيمات تعتبر ما تقوم به حربا انتقامية مشروعة لما حل بالمسلمين في حقب تاريخية متفق عليها وحدثت بالفعل ولا احد ينكرها. الخلاف معهم هو في متى وكيف تكون ردة الفعل.. اما الغرب ومن ينتظم معه فهو يعلن حربه على الارهاب العالمي الذي ثبت بالدليل القاطع انه لا وطن لديه وأن اهدافه مفتوحة تماما في كل البلدان قاطبة، ومن الطريف انه في كل مكان ولكن مع ذلك لم يتفق على تعريف له محدد بين الدول. وموضع اللبس هو ان من يكنى بارهابي يتحول الى مقاتل مثل الرئيس الفلسطيني المرحوم عرفات كان ارهابيا دوليا وبعد ان وقع اتفاقية السلام مع اسرائيل اصبح مناضلا ومثله مانديلا الذي اخرج من السجن وحكم جنوب افريفيا، وقبلهم المهاتما غاندي ورئيس الشنفين الجيش الايرلندي الارهابي المحظور انتظم في العملية السياسية البريطانية وهذا وغيره من الارهاصات ما يحير حقا في دراسة مثل هذه الظواهر. بل ان هناك من يردد انه لماذا دولة مثل ايران لم يصلها الإرهاب مثلا ولم توصم به مع انها ضالعة في الحرب السورية مباشرة وعن طريق حزب الله اللبناني يدها في سوريا، الذي لم يتم استصدار قرارا بكونه ارهابيا حتى مع فضائعه في سوريا. واجبنا نحو ابنائنا: ومع كل ما اوردناه من تأملات لا نملك الا ان ندعو الله من قلوب صافية نقية ان يحفظ بلادنا حكومة وشعبا وارضا وسماء من كل متربص وحاسد، وان ننتبه لأولادنا حتى لايكونوا لقمة سائغة لدى اية منظمات عدمية ارهابية تجر عليهم الويلات وعلى بلادنا المشاكل التي نحتار في الفكاك منها، وهذا من أهم الأولويات علينا فعله والتصدي له وسنستطيع ذلك بإذن الله تعالى كلما قللنا من التوجه الى المكاسب والسعي وراء المال واهملنا فلذات اكبادنا لا نلتقي بهم إلا شذرا مذرا وإذا ما التقينا بهم فهم غارقون حتى اذنيهم في المواقع الانترنتية البغيظة التي تحركهم يمنة ويسرة كما تريد لهم ان يكونوا. ولا ننسى ان نحرص على الا يستمعوا بل والا ينصتوا بل والا يأتمروا بأمر إلا المعلم المعتدل المتوازن في طرحه والمفتي الكفوء المتمرس في شؤون دنياه ودينه اسوة بالرسول الاعظم المرسل والمؤيد من الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) الذي ردد في اكثر من مناسبة لكم شؤون دنياكم عندما يتعلق بامر من أمور الدنيا وهو محمد (صلى الله عليه وسلم) على جلال قدره وعلو شأنه وهو المشرع الأعظم بأبي انت وأمي يارسول الله (صلى الله عليك وعلى آلك واصحابك وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتور ابراهيم بن عبد الرحمن الجوف – الخبر