×
محافظة المنطقة الشرقية

اللؤلؤة تغوص في أعماق العالم

صورة الخبر

سن الـ17 هو بالنسبة للكثير من المراهقين، مرحلة مربكة ومضطربة، ولكن المراهق موشيه كاي كافالين من كاليفورنيا حقق الكثير خلال هذه الفترة، إذ حصل على شهادتين جامعيتين وألف كتبين كما تعلم قيادة الطائرات وهذا ليس كل شيء إذ حصل أيضا على وظيفة في ناسا. كان موشيه يحقق إنجازات تفوق سنه منذ نعومة أضافره، إذ التحق بكلية (إيست لوس أنجليس) عندما كان في سن الثامنة من عمره، ليصبح أصغر طالب جامعي في الولايات المتحدة، وتخرج منها بامتياز في سن التاسعة، كما ألف في نفس العام سيرته الذاتية التي حققت أكثر المبيعات. ولم تتوقف إنجازات موشيه هنا فحسب، إذ تخرج من جامعة كاليفورنيا وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات في سن الـ15. الطفل المعجزة كان يستعد هذا العام للحصول على درجة الماجستير في مجال الأمن الإلكتروني من جامعة بوسطن برانديز - ولكنه أجل دراسته مؤقتا بسبب حصوله على وظيفة في ناسا، حيث يساعد وكالة الفضاء العالمية على تطوير تكنولوجيا المراقبة في الطائرات العادية والطائرات بدون طيار. وهذا ليس كل شيء، فخلال سن الـ9 و الـ17، ألف موشيه كتاباً ثانيا تحدث فيها عن تجربته في العيش كطفل منبوذ من أصدقائه. كما تعلم قيادة الطائرات وسيحصل على رخصة طيار بحلول نهاية العام. وبطريقة أو بأخرى، كان موشيه يخصص وقتا لتعلم فنون الدفاع عن النفس، وفاز بالعشرات من الجوائز والميداليات في مختلف البطولات. وعلى الرغم من إنجازات موشيه الضخمة، فهو يصر على أنه طفل عادي جدا، ويقول أن كلمة (عبقرية) كبيرة عليه ولم تستخدم في محلها، ولا تنطبق عليه، ويؤكد على أنه شخص عادي فعل كل ما بوسعه لينجح ليس إلا. لعله على حق، ولكن مهما يكن فقد حقق ما لم يتمكن الكثيرون من تحقيقه حتى في آخر العمر. ووفقاً لأهله، كان موشيه سريع التعلم ونطق كلمته الأولى في سن الأربعة أشهر عندما أشار بإصبعه إلى طائرة في السماء ونطق اسمها بلغته الصينية. بدأ الطفل يحل المسائل الرياضية في سن الثالثة، وعندما تجاوز جميع زملائه في المدرسة الحكومية بفارق كبير، قررت عائلته مساعدته على مواصلة دراسته في المنزل وسمحت له نتائجه العالية بدخول الجامعة في سن الثامنة. ومن المثير للاهتمام، هو أن مدرس الرياضيات في كلية سمات يأكد قول موشيه على أنه طفل يجتهد كثيرا في دراسته ولا تنطبق عليه صفة العبقرية، ويقول البروفيسور دانيال جوج أن الكثيرون يعتبرون بأن العبقرية مجرد أمر فطري يولد به الشخص، ولكنها في الواقع تكتسب بالجد والعمل، فموشيه كان الطفل الأكثر اجتهادا في عمله أكثر من أي طالب درسته في حياتي، ومثل كل المراهقين، عاش موشيه لحظات من الارتباك أيضا، كان يطمح في أن يصبح عالما في الفيزياء الفلكية عندما كان في الكلية، ولكنه سرعان ما فقد الاهتمام بالموضوع بعد بضعة دروس متقدمة في الفيزياء. واكتشف بعدها ميله لدراسة علم التشفير، الذي دفعه للتخصص في علوم الكمبيوتر. إنجازات موشيه ونجاحاته لم تمر مرور الكرام، إذ لفتت انتباه وكالة الفضاء العالمية، ناسا، التي اتصلت به لتعرض عليه وظيفة رغم أنها كانت قد رفضت طلبه سابقا بسبب صغر سنه. وقال ريكاردو أرتياغا، مدير موشيه في وكالة ناسا، أنه كان بحاجة لتوظيف شخص يلم بعلم البرمجيات والخوارزميات الرياضية كما كان بحاجة لتوظيف طيار يحترف قيادة الطائرات الصغيرة من طراز سيسنا وكان موشيه الشخص المثالي لهذا المنصب. تتضمن وظيفته موشيه في وكالة ناسا التحكم في النظام الإلكتروني للطائرات والطائرات بدون طيار التي هي على وشك السقوط، وإيجاد سبل لتوجيها إلى بر الأمان. ووفقا لأرتياغا، فإن موشيه موظف هادئ ويتمتع بخفة الظل، وهو فعلا متمكن في علم الرياضيات وما نحاول القيام به هو اكتشاف المزيد من مهاراته البديهية .