اختتمت بمدينة تطوان المغربية الدورة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقيين المكفوفين التي تنظمه جمعية «لويس برايل»، ويعد الأول من نوعه في العالم. وتضمنت الدورة عروضا موسيقية لفنانين مكفوفين من دول عربية وأجنبية. وكرم المهرجان الموسيقار المغربي عبد اللطيف البياتي، وهو عازف عود ومدرس العود والموشحات وتاريخ الموسيقى سابقا بالمعهد الموسيقي بالرباط. وقال عبد اللطيف الغازي رئيس جمعية «لويس برايل» ومدير المهرجان، وهو موسيقي كفيف، لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة إقامة مهرجان موسيقي خاص بالمكفوفين غير مسبوقة في العالم، إذ لا توجد تظاهرات مماثلة في دول عربية ولا أجنبية، وقال إن الهدف منه هو إتاحة الفرص للفنانين المكفوفين من تقديم أعمالهم الموسيقية أمام الجمهور، موضحا أن المهرجان يوفر للمشاركين فرصة الصعود لمسرح مجهز بأحدث التقنيات حتى يقدموا عروضهم في مستوى تقني وفني لائق، وهو مسرح «إسبانيول» التاريخي بمدينة تطوان. وأضاف أن كل الأعمال المقدمة هي من إبداع المكفوفين على مستوى العزف والأداء والتأليف. وعبر الغازي عن فخره باستمرار المهرجان وتمكنه من الوصول إلى الدورة السادسة، «وهو أمر ليس بالهين بسبب الصعوبات التي قد يواجهها المنظمون بسبب هذه الإعاقة الحساسة، لا سيما أن بعض الفئات في المجتمع لديهم نظرة مسبقة عن الأشخاص المكفوفين الذين لا تعطى لهم نفس الفرص والإمكانيات»، بحسب رأيه، مشيرا إلى أنه بفضل مجهودات الجمعية تمكن المهرجان من الحصول على دعم لا بأس به في مختلف الدورات. ويأمل الغازي في أن يتطور المهرجان أكثر ويحصل على دعم مالي أكبر من مؤسسات الدولة حتى يتمكن من استقطاب نجوم عالميين من دول مختلفة مثل الإيطالي أندرو بوتشيلي، والأميركي ستيفي ووندر، والبرازيلي خوسي فلسيانو. وقال إن «كثيرا من المواهب من المكفوفين كانت انطلاقتهم من المهرجان، وهو شرف كبير حققته هذه التظاهرة الفريدة». وأشار مدير المهرجان إلى أنه استضاف منذ انطلاقه 24 دولة، بينها اليابان وبولونيا وأميركا التي شاركت في إحدى الدورات بفرقة جاز من المكفوفين، مؤكدا أن المهرجان هو بمثابة دعوة لتحقيق التكافؤ بين الفنانين والموسيقيين الموهوبين في عرض إبداعاتهم أمام الجمهور الواسع والتعريف بقيمتهم الفنية. أما عازف العود البياتي فقال خلال تكريمه إن لقاءه بجمهوره يرد له بصره. ونظمت خلال المهرجان مجموعة من العروض الموسيقية شارك فيها الفنان مصطفى رامي من مصر، وفرقة «سينكو سينتيدوس» من إسبانيا، والفنانة مريم رومين، وعبد الغني بودنيه من فرنسا، وفنانون من المغرب، وتابع العروض جمهور غفير. وتقول جمعية «لويس برايل» المنظمة للمهرجان المدعم من قبل وزارة الثقافة المغربية والسفارة المصرية إنه يسعى لإدماج الشخص الكفيف في محيطه، ومن أجل التنويه بقضيته وإبراز قدراته وإبداعاته في الميدان الموسيقي، وخلق فرص للتلاقي وتبادل الخبرات والتجارب بين الموسيقيين المبدعين المكفوفين من المغرب وخارجه. كما يهدف أيضًا إلى التوعية ولفت الأنظار إلى الأشخاص الموسيقيين في وضعية إعاقة من المكفوفين، والصعوبات التي يلقاها الشخص الكفيف في الإبداع. ويقول منظمو المهرجان إنه «الأول من نوعه في العالم الذي يهتم بإبداعات الموسيقيين المكفوفين. وذلك من أجل تقوية القدرات الفنية لهؤلاء الموسيقيين ومحاولة إدماجهم في محيطهم الاقتصادي والاجتماعي»