مر زمن طويل على الجامعات السعودية دون أن يكون هناك أي تقويم فعلي لأدائها أو تدقيق على مناهجها وبرامجها أو تعرف على قدرات أساتذتها ومستوى طلابها، وهذا خلل فادح لأنه يؤدي إلى استمرار الأخطاء أن وجدت وتراكم الضعف في المنهجية وعدم العناية بالتطوير ... والمبهج أن يتولى اليوم المركز الوطني للقياس والتقويم (قياس) عملية قياس أداء سبعة وثلاثين جامعة كما ورد في خبر نشرته صحيفة عكاظ في عددها 17997 بتاريخ 23 صفر 1437هـ وفيه: أن المركز الوطني للقياس والتقويم (قياس) 37 جامعة حكومية وأهلية و494 كلية لمؤشر قياس الأداء العام للجامعات وسيرصد المؤشر الأداء والجودة والتنافسية بين الجامعات للنهوض بالمخرجات العلمية بصورة تخدم الوطن خاصة وأن المملكة تحتل مركزا متقدما في الإنفاق على التعليم ؛ ويهدف القياس إلى تقديم معلومات معيارية للطلاب وأولياء الأمور وصناع القرار ليتمكنوا من الحصول على معلومات دقيقة عن التعليم العالي.. إن مثل هذا التوجه سوف يدعم دون شك في إيجاد منافسة بين الجامعات وسيدفع بكل جامعة على الحرص على الحصول على درجات عالية تؤهلها على استقطاب الطلاب المتفوقين وتدعم وجودها في سوق العمل.. وفي ظني من المهم في القياس أن يتاح للطلاب تقويم أداء أساتذتهم وهم الأقرب وهم المعنيين بالأداء وهم المرآة التي تعكس قدرات الأساتذة ومدى جديتهم ودقة معلوماتهم واستقطابهم للطلاب ومدى احترامهم فيما يقدمونه لعقلية الطلاب الذين يقومون بتدريسهم .. وأنا لا أعرف ان كان مثل هذا المعيار سيطبق في قياس فإن لم يكن فأنني أتآمل أن يأخذ نصيبه في القياس والتقويم لأنه سيدفع الأساتذة إلى الحرص والجدية ، ويعطي الطلاب فرصة تقويم أداء من يتولون تدريسهم بكل حياديته ولا أشك أن ماتقوم به قياس تستفيد من مما تقول به الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث توجد مؤسسات للتقويم والقياس لها صلاحيات كثيرة تصل إلى درجة بقاء القسم واستمراره إذ اعترف به أو في حال عدم الاعتراف في حال تراجعه بما قد يؤدي إلى إيقاف مسيرته العلمية بشكل نهائي.. مقالات أخرى للكاتب هطول المطر بين الاستشراق والاستغراب في المدينة المنورة: نماء المدينة العربية أولاً ثم أولاً ثم أولاً التاريخ.. الاستفادة منه أم استباحته؟