ضربت العراق أمس سلسلة هجمات دامية شملت تفجير سيارات مفخخة وعمليات انتحارية وقتل بالأسلحة الرشاشة واقتحام مركز شرطة ومجلس بلدي واحتجاز رهائن، قتل فيها 54 شخصا وأصيب العشرات. وعشية ذكرى مرور عامين على انسحاب القوات الأميركية في 18 ديسمبر، عاش العراقيون يوما عصيبا بعد ليلة دامية استهدفت فيها بغداد بسلسلة تفجيرات، تكررت صباح أمس. وقالت مصادر من الشرطة إن أعنف هجوم وقع في بيجي على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد حيث سيطر أربعة مهاجمين يرتدون أحزمة ناسفة على مركز للشرطة بعد تفجير سيارة ملغومة متوقفة خارج المبنى. وأضافت أن شخصين فجرا نفسيهما داخل مركز الشرطة وقتلا خمسة من رجال الشرطة. وفعل الآخران الشيء نفسه بعد ساعة تقريبا بعد أن شنت قوات خاصة عراقية هجوما مضادا. وفي تكريت، اقتحم مسلحون مجهولون مبنى المجلس البلدي بالمدينة التي تعد كبرى مدن محافظة صلاح الدين شمال بغداد، واحتجزوا موظفيه بعض الوقت. وأوضحت مصادر بالشرطة أن "مسلحين مجهولين فجروا سيارة مفخخة أمام مبنى المجلس، قبل أن يتمكنوا من اقتحامه واحتجاز موظفيه". وفرضت قوات الأمن حظرا للتجوال، فيما أغلقت قوات خاصة المنطقة، وقامت بإخلاء جميع المدارس ومباني ومؤسسات الدولة بالمحافظة. وتمكن الأمن بعد نحو ساعة من بدء الهجوم من تحرير موظفي المجلس، وأفاد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان "حررنا جميع المحتجزين من الموظفين وعددهم 40، وقتل أحد الانتحاريين فيما فجر انتحاريان آخران نفسيهما". كما قال مقدم بشرطة تكريت إن أحد أعضاء المجلس واثنين من أفراد حماية المجلس قتلوا خلال عملية الاقتحام والتحرير. وقبيل هذا الهجوم، قتل ثلاثة جنود عراقيين يعملون على حراسة خطوط أنابيب النفط على أيدي مسلحين مجهولين جنوب غرب تكريت. وفي بغداد، وقعت سلسلة تفجيرات في أوقات متزامنة صباحا، واستهدف بعضها المناطق ذاتها التي استهدفت مساء الأحد، حيث قتل وأصيب العشرات. ووقع أكبر هجمات اليوم في منطقة النهضة وسط بغداد، حيث قتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب تسعة بانفجار سيارة مفخخة، فيما قتل 4 أشخاص وأصيب 11 بانفجار سيارة أخرى قرب مجلس محافظة بغداد في وسط العاصمة. وانفجرت سيارة مفخخة ثالثة في البياع (جنوب غرب)، مما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 11، وأخرى قرب وزارة الداخلية، حيث قتل 3 أشخاص وأصيب سبعة. كما قتل شخص بانفجار عبوة لاصقة في سيارته في منطقة المحمودية جنوب بغداد، قبل أن تنفجر سيارة مفخخة عند منطقة جسر ديالى، جنوب شرق بغداد مما أدى لمقتل شخصين وإصابة خمسة. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، هاجم مسلحون مجهولون حافلة لنقل الركاب وقتلوا ستة رجال وست نساء، بحسب ما أفاد رائد بالشرطة. وفي السياق، طالب أعضاء بلجنة الأمن والدفاع النيابية الحكومة ببيان أسباب تكرار الخروقات الأمنية، محملين رئيسها نوري المالكي مسؤولية التدهور الأمني، وطالبوه بالاعتراف بفشل أجهزته كونها مخترقة، ولا تستطيع مواجهة الجماعات الإرهابية.