احتلت تطورات الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان الاهتمام الرسمي، فيما تابع المواطنون تداعيات حادثين أمنيين بقلق وتوتر أمس. فقد أطلق الجيش الإسرائيلي النار على رجلين لبنانيين بعيد مقتل جندي إسرائيلي بإطلاق نار من الأراضي اللبنانية مساء الأحد على الحدود مع لبنان. وأعلن الجيش عن مقتل رقيب إسرائيلي بنيران أطلقت من لبنان عندما كان يقود مركبة عند منطقة رأس الناقورة بالقرب من الحدود، مشيرا إلى أنه أصيب بست أو سبع طلقات. وسادت حالة من التوتر الشديد أمس على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، في ظل تحركات غير اعتيادية للجيش الإسرائيلي الذي كثّف من دورياته الراجلة والمدرعة على طول الخط الحدودي، كما سجل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار فوق خط التماس لمزارع شبعا المحررة، بينما حلقت طائرتان إسرائيليتان فوق الناقورة وصولاً للبحر. ووصفت مصادر بقوات "اليونيفيل" الوضع عند الحدود بالهادئ وأكدت أن الطرفين اللبناني والإسرائيلي لا يريدان التصعيد. وأجرت قيادة الجيش تحقيقات معمقة للوقوف على توجهات الجندي المتهم بإطلاق النار على الدورية الإسرائيلية "دون أوامر"، لمعرفة ارتباطه بـ "حزب الله"، خصوصاً أن هذا الحادث يأتي في أعقاب اتهام الحزب لإسرائيل باغتيال القيادي حسان اللقيس. وبدوره، تابع الرئيس ميشال سليمان الموجود بفرنسا في رحلة علاجية، مع وزارة الدفاع آخر المعلومات المتعلقة بالوضع على الحدود بما يحفظ السيادة في وجه المخاطر الإسرائيلية، ويكفل حسن الالتزام بتطبيق القرار 1701. وساد التوتر في صيدا أمس بعد وقوع حادثين منفصلين، الأول تجلى بالاعتداء على حاجزين للجيش في صيدا ومجدليون، وأدى لمقتل رقيب بالجيش و4 مهاجمين بصيدا. وأوضحت قيادة الجيش أن "3 أشخاص مروا أمام حاجز الجيش سيرا على الأقدام، ولدى اشتباه الخفير بهم، طلب منهم إبراز أوراقهم، فما كان من أحدهم الذي لا يزال مجهول الهوية، إلا أن اندفع باتجاه الخفير شاهراً قنبلة يدوية، فبادره الأخير على الفور بإطلاق النار، مما أدى لانفجار القنبلة ومقتل الشخص على الفور، وجرح عسكريين اثنين من عناصر الحاجز. ونتيجة تفتيش القتيل عثر بجيبه على قنبلة أخرى، جرى تعطيلها لاحقا، بينما تمكن الشخصان الآخران من الفرار". وتابع البيان "وعند العاشرة إلا الربع مساء، وإثر إقامة حاجز ظرفي للجيش عند تقاطع مجدليون ـ بقسطا، جراء الاعتداء الأول، ومحاولة تفتيش سيارة جيب بداخلها 3 أشخاص، أقدم أحدهم وهو بهاء الدين محمد السيد، فلسطيني الجنسية على الترجل من السيارة، والاقتراب من أحد عناصر الحاجز وهو الرقيب سامر رزق، حيث احتضنه وفجر نفسه بواسطة قنبلة يدوية، مما أدى لمقتل الاثنين، إضافة لجرح عسكري، فيما قتل الشخصان الآخران بإطلاق النار عليهما من قبل عناصر الحاجز. وعثر إثر تفتيش السيارة على حزام ناسف معد للتفجير، و3 رمانات يدوية دفاعية، و17 صاعقاً كهربائياً، و6 صواعق رمانات يدوية، ومفجرة صاعق كهربائي".