يبدو أن معادة الإسلام والمسلمين أصبحت الأداة التي يستخدمها مرشحي الرئاسة الأمريكية للاستحواذ على أكبر عدد من أصوات الناخبين الأميركيين للوصول لسدة البيت الأبيض. لقد تابعت في ساعات الصباح الأولى كلمة أبرز المرشحين للرئاسة الأميركية المرشح عن الحزب الجمهوري الملياردير ورجل الأعمال رونالد ترامب أمام ملايين الناخبين الأميركيين والتي دعا فيها صراحة بالقول أنا دونالد ترامب أدعو من على هذه المنصة إلي فرض حظر شامل على دخول المسلمين إلي الولايات المتحدة، حتى يفهم نوابنا ما يجري وسرعان ما تناقلت وسائل الإعلام العالمية تلك التصريحات والتي سارع البيت الأبيض بانتقادها واصفا إياها بكونها تتعارض مع قيم الأميركيين، ومن شأنها أن تلحق ضررا بأمن الولايات المتحدة، فيما دعا المرشح الجمهوري الآخر جيب بوش لمعاقبة ترامب بـ الفصل جراء تلك التصريحات . وقال ترامب في تصريحاته أن استطلاع للرأي لمركز السياسة الأمنية الأميركية وهي مؤسسة فكرية محافظة أظهر أن 25 %من المسلمين يبررون العنف ضد الولايات المتحدة. وأضاف ترامب قائلا: ومن دون النظر إلى نتائج هذا الاستطلاع من الواضح أن الكراهية مستعصية عن الفهم، وعلينا تحديد من أين تأتي كل تلك الكراهية للأميركيين ولماذا؟ مضيفا بأن أغلبية المسلمين في العالم الإسلامي يحملون كرها كبيرا للأميركيين. وأضاف ترامب نحن قادرون على تحديد وفهم هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي تشكله.. فلا يمكن أن تكون بلادنا ضحية لهجمات بشعة من قبل أناس لا يؤمنون إلا بالجهاد ويفتقدون للمشاعر الإنسانية . دعوة الحظر على دخول المسلمين للولايات المتحدة قد تجبر زملائه المرشحين للرئاسة الأميركية أما للوقوف معه أو المخاطرة برفض تلك التصريحات المعادية وخاصة أن مهاجمة البعض منهم للإسلام كانت وراء كسبهم لمزيد من أصوات الناخبين الأميركيين، وقد رأينا منذ انطلاقة حملة الانتخابات الأميركية هرولة المرشحين الأميركيين من الحزبين لمهاجمة الإسلام والمسلمين في ردة فعل على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا مؤخرا، والتي حاول هؤلاء استثمارها لكسب مزيد من أصوات الناخبين الأميركيين . لم تكن معاداة ترامب للمسلمين هي الأولى فقد سبقتها معاداته للمكسيكيين في الولايات المتحدة عندما وصف المكسيكيين بـ المغتصبين والمجرمين عندما أطلق حملته الانتخابية. ترامب كان قد تعرض للشجب عندما دعا مؤخرا إلى إغلاق مساجد وتتبع تحركات المسلمين في الولايات المتحدة إلكترونيا( من خلال وضع شريط تتبع إلكتروني على معاصمهم) وتلك التصريحات لاقت قبولا كبيرا لدى ناخبين أميركيين وعززت مكانته كأفضل مرشح للرئاسة الأميركية وجعلته الأوفر حظا للفوز في الانتخابات القادمة . واليوم يطرح بشدة ضرورة إغلاق الحدود الأميركية في وجه المسلمين بما فيهم السياح والزائرين. ويتساءل الخبراء إن كان ترامب قد تعدى الحدود في تصريحاته والتي ستخلق بلا شك حالة عداء كبيرة في المجتمع الأميركي تجاه كل ما هو مسلم وخاصة في ظل النقمة التي يشعر بها معظم الأميركيون بعد حاثة إطلاق النار على مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بسان برناردينو في كاليفورنيا الأميركية، والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصا وجرح 17 آخرين، والتي أعلنتها الحكومة عملا إرهابيا وعندما سُئل ترامب إن كانت دعوته لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة تشمل الأميركيين المسلمين رد بالقول جميعهم ! ويذكر أن ترامب عملاق الاستثمارات العقارية في العالم يواصل تقدمه في سباق الرئاسة وبحسب آخر استطلاع للرأي لموقع فوكس للسياسات والسياسة أجري في الثالث من ديسمبر الحالي فإن المرشحان الجمهوريان رونالد ترامب وبن كارسن يتقدمان عن باقي المرشحين للرئاسة بما فيهم هيلاري كلنتون وجف بوش الشقيق الأصغر للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش. وفي استطلاع حديث أجرته سي أن أن يتصدر ترامب ساحة الجمهوريين من حيث وقوف ودعم الحزب الجمهوري خلفه وترشيحهم له للرئاسة بنسبة 36 % مقابل منافسه بن كارسن 16 % في حين يحظى جف بوش بـ 3 % فقط . وأوردت بي بي سي عن نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية وصفه لـ ترامب بكونه يظهر وكأنه زعيم لأمة غوغاء وليس زعيما لأمة عظيمة . وبعد القنبلة التي فجرها ترامب بتلك التصريحات العدائية للإسلام والمسلمين سارع منافسه المرشح الجمهوري بن كارسون لضرورة تسجيل ورصد كل مسلم يدخل الولايات المتحدة الأمريكية. من جانبه حث السيناتور لينزي غريهام المرشح الجمهوري الأخر الجميع لإدانة تصريحات ترامب وهو ما فعلوه . السؤال الأهم هنا إن كان تصاعد وتيرة التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة هي لأغراض انتخابية فقط من أجل كسب مزيد من اصوات الناخبين أما أن تزايد الأصوات الداعمة لـ ترامب وغيره تعكس بالفعل تنامي مشاعر الكراهية في الغرب وفي الولايات المتحدة تحديدا لكل ما هو مسلم .. وهنا نتساءل أين هي القوانين الأميركية التي تجرم تأجيج مشاعر الكراهية والعنصرية والتي ينبغي بمقتضاها تجريم ترامب وغيره ؟؟ ونتساءل إن كانت تصريحات ترامب المعادية للإسلام والمسلين ستستمر إن حصل وفاز في الانتخابات الأميركية المقبلة واصبح سيد البيت الأبيض وخاصة أنه رجل أعمال حساباته محكومة بالربح والخسارة وله استثمارات في العالم العربي والإسلامي.