×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي / التأهيل الشامل بعرعر يحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة 2015م

صورة الخبر

قبل أيام احتفى الناس بمقطع فيديو لحارس مدرسة البنات الذي كان يوصل التلميذات الصغيرات بنفسه إلى سيارات ذويهن حرصا عليهن من حوادث الطريق، ثم انتشر خبر مدير التغذية بمستشفى الملك فيصل في الطائف منصور القرني الذي تبرع بجزء من كبده لطفلة مريضة بالمستشفى يبلغ عمرها 6 سنوات، ثم خبر الشقيقات الثلاث (عايدة وفلاحة وفريحة) بنات حمود الشلاقي، اللواتي يعملن ممرضات في إحدى قرى حائل، وأنقذن شابا من الموت المحقق بعد تعرضه لحادث مروري في طريق مقطوعة، وقبلهن أريج القحطاني التي اندفعت بشجاعة لمساعدة شاب تعرض لإطلاق نار في أحد الأسواق، وأخيرا المعلم عبدالعزيز الحربي الذي غامر بحياته لينقذ 5 معلمات احترقت سيارتهن ليخرجهن واحدة بعد الأخرى من السيارة التي ابتعد عنها الكثيرون خوفا من انفجارها، وغير هؤلاء الكثير من النشامى والنشميات الذين هم ثروة هذه الأرض المباركة وسر رفعتها عبر الزمان. وكل ذلك ليس بغريب أبدا على أبناء وبنات هذا الوطن، فهذا ما جبلوا عليه وما ورثوه عن أجدادهم، وإذا كانت وسائل الإعلام عادة تركز على النماذج السلبية لأن هذه هي طبيعة البشر واهتمامات الإعلام لكون النماذج الإيجابية هي الأصل والقاعدة بينما النماذج السلبية هي الاستثناء الذي يلفت الانتباه، فإن تكريم هؤلاء الأبطال من الجنسين والاحتفاء بهم رسميا وإعلاميا وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، يعزز الروح الإيجابية بين أبناء المجتمع ويشجع الشباب على أن يحذو حذوهم، فهذه هي عادتنا الأصيلة ونحن قوم نشأنا على (الفزعة) وإغاثة المحتاج وليس على (الفزعات) السلبية الفارغة التي جلبتها لنا قنوات التعصب القبلي والطائفي في شاشة التلفزيون وشبكة الإنترنت. حين حدثت كارثة جدة الأولى، لاحظنا كيف هب شباب هذه المدينة من الجنسين للانخراط في العمل التطوعي من أجل مساعدة الأسر المتضررة من الكارثة، وفي مواسم الحج يتسابق رجال الأمن لمساعدة الحجاج من كبار السن الذين يواجهون المصاعب وسط الزحام، ولا ننسى أبدا أبطالنا في الحد الجنوبي من منسوبي القوات المسلحة الذين لا يترددون في ورود حوض المنايا دفاعا عن عزة بلادنا، بينما ننعم نحن بالعيش الرغيد. بمثل هؤلاء النشامى والنشميات تعلو رؤوسنا تيجان الفخر، فهم شمس الشموس التي تبدد العتمات المؤقتة التي يصنعها غيرهم، ولمثل هؤلاء يسيل القلم حبا وفخرا واعتزازا، وتتسابق سطور المقال وهي ممتلئة بالزهو كي تقول: (شكرا بحجم السماء)!. نقلا عن عكاظ