×
محافظة حائل

بالفيديو:والد المبتعث "راكان الثنيان" يكشف سبب وفاة ابنه في أمريكا

صورة الخبر

ماجد بوشليبي الحب هو أن تترك العاطفة التي تطفو على سطح مشاعرك إلى الذهاب والغوص والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة فيما نحب، وتجاه ما نحب، وحيثما تكون العلاقة مع الأشياء عامة تصبح قابلة للتحول والتبدل تميل عن الثبات، فالحب يرفض العموميات ولا يقبلها، والعلاقة مع الأمكنة صنف آخر من العلاقات التي تجيش بها العاطفة، لكنها لا تختلف في تلك الحقائق والقواعد، فأنت لا تدعي حبك لوطنك وأنت لا تجيد التعاطي مع هذا الحب من خلال حياتك الاعتيادية، فالوطن يريدك مواطناً أكثر مسؤولية تجاهه، فتضع حياتك في محلها الصحيح، لا تتلفها ولا تغامر بها، ولا أن تختلس من الوطن باختلاسك من صحتك وعافيتك مثلاً، فظواهر المرض والتمارض وما يتعلق بهما يكلفان قطاع الأعمال الأمريكي مثلاً أكثر من 180 مليار دولار سنوياً، هذا، عدا حالات العلاج والأدوية ومكافحة العدوى وما إلى غير ذلك، وحساب التكلفة الاقتصادية للمرض لا يقتصر على قياس الإصابات القسرية، وإنما بشكل عام سواء في مسائل تتعلق بالمرض أو التمارض أو الإنفاق من خلال شركات التأمين واستهلاك الأدوية، ومن هنا ندرك أهمية الدعوة إلى الاهتمام بالصحة العامة، والذي يوقف ارتفاع هذا الهدر بشكل ما، وتتزايد الأهمية عندما ندرك تماماً أن الإمارات في أحد الإحصاءات تنفق ما يقارب الثلاثة مليارات لعلاج مرض السكري والسمنة، وهو أمر يمكننا التحكم فيه من خلال عادات أكثر رشداً في تعاطينا مع وسائل الحياة، الوطن يمرض إذا مرضت ويتعافى إذا تعافيت. ويعني برنامج الشارقة مدينة صحية أن المدينة تعمل على تمكين الفرد في مجتمعه من خلال وعيه البيئي والصحي، وأن يتواءم مع بيئته الطبيعية والاجتماعية وتنمية موارد المجتمع، ودعم وتنفيذ أنشطة حياتية تسهم في تحسين نوعية الحياة، وفق إمكاناتهم المتوفرة، المدن الصحية هي مبادرة أرى أنها جزء من تكوين المدن المبدعة أو المدن المستدامة التي تشكل وعي الأفراد والمجتمع وفق سياسات تعمل على ثقافة المجتمع، وتسير بها إلى اتجاهات رشيدة ورصينة، هذه المبادرة هي بشكلها العام إحدى مبادرات منظمة الصحة العالمية للمدن والقرى الصحية انطلقت عام 1986، وتمثل بعداً تنموياً يسير على منهج السياسات الثقافية التي تعزز من فهم الفرد لحاجاته في مجتمعه، فالاستدامة تعني الحس والفطرة السليمة تجاه التعايش مع مكونات المحيط، والثقافة لا تعني المنتج الفني أو الأدبي الإبداعي فحسب، وإنما صناعة المكاسب الإنسانية على المدى البعيد، وهذا لا يمكن إلّا بالتحكم في انفلات الإنسان تجاه العبث بمكونه الإنساني أو البيئي، والمعايير التي استوفتها الشارقة لتصبح مدينة صحية عملت على أبعاد كثيرة منها جانب مرتبط بالثقافة إلى حد بعيد، هي منظومة من العناصر التي تجتمع تحت مظلة الهدف الأسمى بخدمة الإنسان وبنائه وتسعى إلى تحسين النمط المعيشي لأفراد المجتمع من النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، المساحات والفضاءات الممتدة والعمارة الإسلامية والتراثية وإحياء المدن والمباني التاريخية، والمراكز الثقافية والفنية والمتاحف ومراكز الضواحي وأندية الأطفال والسيدات وبرامج الثقافة والمدن الجامعية ومراكز رعاية المسنين وغيرها، هي مؤسسات داعمة لفكرة العافية المستدامة، ومكملة لمراكز الاستطباب والمستشفيات. التزام الشارقة بالبعد الإنساني ظهر في كل ما يتعلق بفكرة الثقافة والعكس صحيح، فقد قدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة نموذجه لمشروع بناء الإنسان وفق أفقه الممتد، بشكله العملي استكمالاً لرعاية الإنسان رعاية متزنة ومتكاملة، من خلال الروح والجسد والعقل ليعمل وبارتباط وثيق من أجل تنمية مستدامة حقيقية.