تستمر بعض المناظر في استفزاز الواحد منا مهما حاول أن "يطنش" أو يغض النظر. عندما تحدى أحد الأطفال وزير الصحة وتلفظ بألفاظ غير لائقة كتبنا وانتقدنا السلوك, ثم جاء الكبار ليكملوا ما بدأه أبناؤهم من تحد وتقليل من قيمة مخرجات البحوث التي أكدت العلاقة بين «كورونا» والتعامل المباشر مع الإبل. كل هذا كان لإفشال حملة توعية المواطنين بهذه العلاقة الخطيرة. أكبر فوائد تلك الحملة "الصحية" كان إلغاء الكثير من المزايين التي تحدث الجلبة وتسيء للنعمة وتعطي انطباعا غير إيجابي عن تعاملنا مع المال سواء بالاكتساب أو الإنفاق. ثم ما لبثت اللوثة أن انتقلت إلى بلدان أخرى جذبت من تبقى من عشاق المزايين, لقد أبدع كثير من المنظمين في جذب الملاك لدرجة أن أحدهم نقل "بعارينه" بالطائرات للمشاركة في هذا الحدث العظيم. أدى إلى هذا الأمر منع حركة الإبل عن طريق البر للأسباب الصحية المعلومة لدى الجميع, والتي يستمر تجاوزها من قبل البعض. يقول وزير الصحة إن تجربتنا مع "كورونا" تجربة مريرة, فنحن أكبر دولة تأثرت ووقع فيها ضحايا بسبب المرض, وأكد في أكثر من تصريح أن الإبل سبب رئيس في انتشار الفيروس بين من يتعاملون معها مباشرة, بل إن بعض الباحثين حذروا من أكل أجزاء من الإبل , كونها تنقل المرض وإن كانت مطهية. إذا الخطر يتعدى الشخص الذي يعشق المزايين أو الجلوس مع الإبل في الصحراء, ليؤثر في الآخرين. دور الدولة هنا يستدعي أن نمنع هؤلاء من الممارسات التي جعلتنا نقع في الخانة التي ذكرها الوزير, هذا إذا كنا نريد التخلص من المرض. لا تملك وزارة الصحة كل الصلاحيات التي تضمن أن تنفذ واجباتها تجاه المواطن. هناك مسؤولية مهمة على وزارة الزراعة وقد يكون هناك ضرورة للجوء للجهات الأمنية والعدلية للتعامل مع التجاوزات التي لها دور في نقل المرض وانتشاره, خصوصا أنه عاد للظهور في الفترة الأخيرة. المهم أن تحدد وزارة الصحة بالتعاون مع الزراعة القواعد التي تضمن كل الحماية المطلوبة للمواطنين, وتعمل على إبلاغ المواطنين بها من خلال الوسائل المتوافرة, وتربط ذلك بعقوبات على المخالفين, وتباشر في تنفيذها عبر الوسائل والجهات النظامية.