قرار الأوبك الأخير، أكد وأصر واستمر على سقف إنتاج بدون أي خفض، وهي السياسية الصحيحة بالظروف اليوم لا ظروف الثمانينات، حين لم يكن هناك منافسون كمنتجين ولا فوائض اليوم النفطية، ظروف اليوم تقول "تمسك" بحصتك فهناك من ينتظر أن يحل مكانك، خاصة في دول نفطية تعتمد على النفط كمورد وحيد لتمويل الموازنة وهذا ما يصعب موقف أوبك، وهذا أيضا يخدم أوبك مستقبلا في "صراع" مع النفط الصخري الذي أصبح منافسا جوهريا ومؤثرا بالسوق، مع ظروف اقتصادية عالمية غير محفزة بكفاية، تجعل من النمو والطلب مرتفعا أو محفزا، انخفاض الأسعار لمستويات أقل من 50 دولارا لبرميل النفط، يضع الدول المعتمدة على النفط امام تحديات كبيرة وصعبة، بمرور الوقت، وهذا ما أيضا يصعب موقف شركات البترول التي تتجه للصخري وكل يوم نسمع خروج شركات نفطية تعتمد الصخري، ولكن هل تكلفة النفط الصخري ستكون مرتفعة لفترة زمنية طويلة؟ هل سيأتي ما يخفض تكلفة استخراجة وينافس دول الأوبك الأقل كلفة؟ قد يكون لا شيء يمكن القطع به. ماذا عن عام 2016 ؟ كل المؤشرات تقول ان النفط لن يتجاوز 60 دولارا، وهذا ليس سرا ولا يصعب كشفه، السؤال هنا يجب أن يكون هناك إعداد وتجهيز لهذه المستويات السعرية، والتعامل معها والتوزان بها قدر الإمكان، والحلول لتغطية العجز بالموازنة وفق هذه الأسعار ممكن وليس صعبا، بخطوات عديدة، سواء بسندات، احتياطي، ضغط بعض المصاريف غير الضرورية حاليا، ما أود التركيز عليه، هو "الوعي" للمجتمع بالظروف الصعبة للنفط، وأن يكون هناك تفهم واستيعاب لظروف الوضع اليوم ليس كالأمس، ويجب على الإعلام نشر الوعي بذلك، فلا يمكن الطلب أو الضغط بمطالب ووضع اقتصادي قد لا يسمح بنفس الظروف السابقة، ناهيك عن أن الأزمة بالمنطقة والتوترات، على الإعلام نشر الوعي والمعرفة بكل هذه الظروف التي تواجهها الدولة، لكي يمكن تجاوزها بتكاتف الجميع، واستمرار التنمية أيضا مع كل هذه الظروف، يجب أن يكون لدينا وعي بالمرحلة القادمة اقتصاديا انها ليست كما هي بالسابق لظروف سعر النفط المتدني.