لعقود طويلة وعالمنا العربي يعيش صراع المصالح على أراضيه من دول استعمارية مستبدة تريد أن تبقي عالمنا العربي مسرحاً لصراعاتها من أجل نهب ثرواته التي حباه الله بها. من يراجع التاريخ قديمه وحديثه يجد أن عالمنا العربي لم ينعم ولا بسنة واحدة بأمن واستقرار ورخاء بل من فتنة إلى فتنة ،ومن حرب إلى حرب ،ومن فوضى إلى فوضى ،ومن دمار إلى دمار ،ومن عبودية إلى عبودية . عالمنا العربي تتناوب عليه الأدوار وتحديداً من دول الاستنزاف الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن ،الذي يتحكم بالأمن والسلم العالميين؟! دول ترى أن عالمنا العربي لا يستحق الحياة بأمن واستقرار والالتفات إلى تنمية أوطانه والنهوض بها في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والبنى التحتية وغيرها التي تنهض بالشعوب. دول لا هم لها إلا أن نتقاتل فيما بيننا وننشغل بالتفنن في كيف نقضي على الآخر. دول تريد منا أن يكون هدفنا هو فقط البحث عن الزعامات والكراسي والمناصب على حساب أمن أوطاننا وشعوبنا . دول استخدمت البعض من الحكام لكي تركع شعوبها؟! استخدمت صدَّام وأشغلتنا بحرب عراقية إيرانية أكلت الأخضر واليابس، وأوعزت لصدَّام باحتلال الكويت لندخل حرباً خليجية ثانية ثم تم القضاء عليه وتدمير حضارة وادي الرافدين والقضاء على علمائه وتهجير من بقى منهم لندخل بذلك في الحرب الخليجية الثالثة باحتلال العراق وما زلنا نعيش فوضى تلك الحرب التي مزقت العراق وأصبحت بلداً يحكمه الأكراد ويتقاتل فيه السنة والشيعة ؟! وبعد احتراق ورقة صدَّام لا بد من بديل يكمل هذه الفوضى والتدمير المبرمج والممنهج لعالمنا العربي ولم يجدوا من يقوم بهذه المهمة خير قيام إلا إيران الفارسية في ظل وجود وعي عربي غير مسبوق ،وفي ظل وجود شبكات التواصل التي فضحت وعرَّت تلك الهجمة الاستعمارية الشرسة بل خلقت تكتلاً بين أوساط الطبقات المتعلمة والمثقفة وغيرها التي تزخر حساباتها بأصحاب الفكر والرأي الذين أوضحوا للجماهير العربية أن الأوطان العربية مستهدفة من قبل تلك الدول العظمى التي تريد منا أن نبقي مصانع أسلحتهم تعمل أربعاً وعشرين ساعة وسبعة أيام في الأسبوع ؟! أوضحوا للشعوب العربية أننا إذا لم نفضح تلك المؤامرات والدسائس فإننا سوف نكون صفراً على الشمال لا قيمة لنا. لن تقوم لنا قائمة إذا كنا كعرب نوالي جماعات وأحزاباً على حساب أمن أوطاننا وشعوبنا وسوف نستمر كبقرة حلوب تأكل لدينا وضرعها يحلب في الغرب وروسيا والصين إذا لم نتلاحق أنفسنا.