أحبطت الجهات المسؤولة محاولة أحد رجال الأعمال الاستيلاء على أرض حكومية ذات موقع استراتيجي في خليج سلمان بجدة، ليست تلك هي المرة الأولى التي يحاول فيها أحد رجال الأعمال والعقاريين وبعض المتنفذين الاستيلاء على أراض حكومية كما أنها ليست هي المحاولة الأخيرة، بعد أن أكدت لنا الأخبار المتتابعة أن هناك من يعتقد أن أراضي الدولة ملك مشاع مثلها مثل ضالة الغنم، فهي لك أو لذئب آخر مثلك يمتلك شجاعة أن يحيطها بشبك أو يوثقها بصك حتى لو كان مزورا كما حدث في خليج سلمان. قبل سنوات أحبطت لجنة مراقبة الأراضي محاولة الاستيلاء على ١٤ مليون متر مربع شرق جدة، وفي عسير استعادت نفس اللجنة أرضا بمساحة عشرين كيلو مترا مربعا من يد من حاولوا الاستيلاء عليها، وهذان مثالان لعشرات من محاولات الاستيلاء التي لا تتوقف وهو ما رصدته هيئة مكافحة الفساد حين أشار تقريرها لعام ١٤٣٣- ١٤٣٤ إلى ارتفاع محاولات الاستيلاء على الأراضي الحكومية وتزوير الصكوك. وقد دفعت تلك المحاولات كثيرا من المواطنين وأصحاب الرأي إلى المطالبة بالتشهير بمن يقدمون على الاستيلاء على الأراضي الحكومية ورفع حجم الغرامة التي ينبغي لها أن تتناسب طرديا مع مساحة الأراضي التي يحاولون الاستيلاء عليها. غير أن السؤال الذي يبقى معلقا بعد كل محاولة استيلاء واستعادة يتمثل فيما تؤول إليه هذه الأراضي الحكومية المستعادة وكيف يمكن تفهم شكوى وزارة الإسكان ووزارة التعليم ووزارة الصحة من عدم وجود أراض يقيمون عليها مشاريعهم رغم كل هذه المساحات التي يقع كثير منها داخل النطاق العمراني وتبقى نهبا مشاعا لمن يملك الجرأة على نهبها.