×
محافظة المنطقة الشرقية

المشورة الفنية والهندسية لمَن يرغب في بناء بيوت الله

صورة الخبر

لندن: عبد اللطيف جابر مفاهيم التعددية والمساواة التي تجذرت كثيرا في المجتمع البريطاني خلال السنين الماضية، أدت في نهاية المطاف إلى وضع صورة الروائية البريطانية الشهيرة جين أوستن على الأوراق النقدية، التي احتوت بمعظمها وعلى مدار السنين صور الشخصيات التاريخية من الرجال.وأعلن بنك إنجلترا أن صورة أوستن (1775 - 1817) ستظهر على ورقة نقدية جديدة فئة عشرة جنيهات إسترلينية في مسعى لتفادي انتقادات بأن النساء غير ممثلات بقدر كاف في الأوراق النقدية للمملكة المتحدة. وجاء قرار بنك إنجلترا، الذي تسلم زمام أموره في هذا الشهر ولأول مرة منذ أن تأسس قبل أكثر من 300 عام، الكندي مارك كارني بعد الحملة التي شنتها المنظمات النسوية في بريطانيا لإعطاء الوجوه التاريخية النسائية مكانا على خريطة التوعية الاجتماعية في بريطانيا. وذكر البنك أن تشرشل سيظهر على ظهر ورقة من فئة خمس جنيهات إسترلينية اعتبارا من 2016، بينما ستظهر أوستن على ظهر ورقة العشرة جنيهات بعد ذلك بعام. مع ظهور صورة الملكة إليزابيث الثانية تلقائيا. وكان قد أعلن البنك قبل ثلاثة أشهر أنه سيستبدل بصورة إليزابيث فراي الإصلاحية الاجتماعية صورة لرئيس الوزراء الأسبق وينستون تشرشل على ورقة النقد من فئة 10 جنيهات، وهذا القرار أثار حفيظة النساء في بريطانيا. وهددت بعض المنظمات باللجوء للقانون واتهمت البنك بالتمييز ضد النساء. كارولين كيرادو بيريس أسست موقع «غرف النساء» على الإنترنت وجمعت أكثر 35 ألف توقيع قدمت في بداية هذا الشهر إلى بنك إنجلترا. الحملة والتواقيع والتهديد بالقضاء أجبر البنك على أن يراجع سياسته بخصوص الوجوه التاريخية. وبناء على ذلك قرر البنك أن الروائية الكلاسيكية التي اشتهرت بروايات منها «كبرياء وهوى» و«العقل والعاطفة» و«إيما» محل عالم الطبيعة تشارلز داروين في عام 2017، وهي الذكرى المئوية الثانية لوفاة الكاتبة. وقال مارك كارني، وهو أول رئيس غير بريطاني لبنك إنجلترا على مر أعوامه منذ تأسيسه قبل 319 عاما، إنه سيتخذ خطوات لضمان عدم حدوث توترات من هذا النوع مجددا. وقال: «نعتقد أن أوراقنا النقدية يجب أن تحتفي بالتنوع الكامل للشخصيات التاريخية البريطانية العظيمة ومساهماتها في مجالات واسعة». وأضاف: «نريد أن يثق الناس في التزامنا بالتنوع. ولهذا أعلن اليوم (الأربعاء) عن مراجعة لعملية الاختيار للشخصيات التي ستظهر صورها على الأوراق النقدية». ويحرص كارني، وهو محافظ سابق للبنك المركزي الكندي، على إبراز مسوغاته الإصلاحية وهو على رأس مؤسسة عريقة ما زال حراس البنك فيها يرتدون قبعات عالية وسترات وردية اللون طويلة الذيل. وقال البنك: «إنه لم يكن من نية البنك أبدا ألا يكون من بين الشخصيات الأربع الموجودة صورهم على العملات امرأة». وأشارت قائدة الحملة كارولين كيرادو بيريس إلى أن قرار البنك «يمثل حدا فاصلا»، مضيفة أن «المؤسسات العامة تعلم الآن أنه لم يعد بالإمكان اتخاذ القرارات المتحيزة ضد المرأة دون الطعن بها». قرار البنك تضمن أيضا مراجعة لسياسة النهج والمعايير التي يختار على أساسها الشخصيات التاريخية المهمة التي تظهر على الأوراق النقدية «من أجل ضمان أن تمثل عملتنا كافة أطياف الشعب البريطاني». وقال كارني إنه تم اختيار أوستن عن «جدارة». وأضاف: «تنعم رواياتها بقبول ثابت وعالمي، وهي تعتبر واحدة من أعظم الكتاب في تاريخ الأدب الإنجليزي». واعتبرت كارولين كيرادو بيريس أن مراجعة سياسة النهج المتبعة في البنك بخصوص ما يتم اختياره من شخصيات تاريخية يعد نصرا كبيرا للحملة، مضيفة: «هذا يوم عظيم بالنسبة لحقوق المرأة وقوة الناس على التغيير. نرحب بالقرار ونشكر البنك على إصغائه لحملتنا. أن نفرض وجود جين أوستن فهو شيء عظيم، لكن الشيء الأعظم هو قرار البنك بمراجعة نهجه السابق في اختيار الشخصيات التاريخية». وكان حاكم البنك السابق ميرفن كينغ قد قال قبل تركه الوظيفة إن جين أوستن كانت على القائمة كوجه تاريخي للأوراق النقدية. وقال جون مي أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة وريك في تصريحات لصحيفة «الإندبندنت» إن جين أوستن تستحق هذا التقدير: «إنها واحدة من أعظم الروائيين في القرن التاسع عشر، وتعتبر من أفضل القصصيين في الأدب الإنجليزي». وضع صور الشخصيات التاريخية اتخذه البنك عام 1970، ولم تظهر صور نساء على الأوراق النقدية باستثناء صورة الممرضة فلورانس نايتنغيل من عام 1975 وحتى 1994، ومنذ 2002 وحتى يومنا هذا تظهر صورة فراي على الأوراق النقدية. ويصدر بنك إنجلترا عملات تستخدم في إنجلترا وويلز، بينما تصدر أسكوتلندا وآيرلندا الشمالية عملاتها الخاصة بها.