نشرت جريدة «الصباح» مؤخراً تحقيقاً مطولاً بعنوان «صحفى (الصباح) يخترق ميليشيات الإخوان الإلكترونية ويكشف تفاصيل خطة الجماعة لتشويه الرموز السياسية»، ويكتسب التحقيق أهميته ليس فقط من كونه الأول من نوعه فى الصحافة المصرية، ولكن أيضاً لما تضمنه من بيانات ومعلومات حول هذا الموضوع لم يتم الكشف عنها من قبل. أما صاحب هذا التحقيق الاستقصائى المتميز فهو المحرر الشاب مصطفى زكريا الذى دعم تحقيقه بالتقاط بعض الصور داخل مقار هذه الميليشيات التابعة للإخوان. وكان قد زارنى بمكتبى منذ بضعة أسابيع شاب ملتح قال إنه يعمل بإحدى فرق الميليشيات التى يجندها الإخوان المسلمون للتهجم على معارضيهم من السياسيين والكتاب الصحفيين مستخدمين أقذع الشتائم والعمل على تشويه المعارضين عن طريق نشر معلومات مختلقة تتعلق بمواقفهم السياسية أو بحياتهم الشخصية. وقال لى زائرى الشاب: لقد كنت أنت أول من كشف عن وجود مثل هذه الميليشيات فى مقالاتك، لذلك جئتك ببعض المعلومات التى تفيدك فى هذا الشأن، فقد قررت أن أنسحب من هذا العمل الذى لا يرضى الله ولا يتفق مع إيمانى باتباع الخلق الحميد فى مواجهة المعارضين. وقلت لمحدثى: هذه المعلومات تخصك أنت ولك أن تستخدمها كيفما شئت، صحيح أننى كتبت كثيراً فى هذا الموضوع لكنه ليس شغلى الشاغل، وإذا أردت أن تنشر ما لديك فى هذا الخصوص فلتنشره باسمك، كل ما أستطيع أن أقدمه لك هو أن أساعدك - إذا أردت - فى الوصول لإحدى الصحف الكبرى. وقد تصورت حين اطلعت على تحقيق «الصباح» أن كاتبه هو نفس الشاب الذى جاءنى، لكنى اكتشفت أن مصطفى زكريا ليس من أعضاء الجماعة، بينما زائرى الشاب كان من المؤكد عضواً بها، ثم شاهدت ظهوره على إحدى القنوات التليفزيونية فأدركت أنه شخص آخر. إن تلك الواقعة تشير إلى افتضاح أمر هذه الميليشيات التى تديرها جماعة الإخوان منذ فترة والتى تفتقر إلى الخلق وإلى كل ما يتعلق بالمثل العليا التى حثت عليها الأديان، ثم هى تشير أيضاً إلى أن البعض ممن يمارسونها بدأوا يشعرون بوخز الضمير، وأن الخيرين منهم قد يثورون على هذا الوضع ويتركون تلك المهمة غير الأخلاقية التى يتم تنفيذها باسم الدين. إن تلك المهام القذرة معروفة فى العالم، خاصة وقت الحروب وهى تهدف لاستخدام ما يعرف بالأسلحة السوداء فى تشويه الأعداء ويطلق عليها اسم character assassination أو ما اصطلح على تسميته عندنا «الاغتيال المعنوى»، وهو يعتبر أحط أساليب الحرب لأنه يقوم على نشر الأكاذيب واختلاق الشائعات وليس على مواجهة الفكر أو الحجة، وذلك هو ما كشف تفاصيله التحقيق الاستقصائى المهم الذى نشرته جريدة «الصباح» قبل أيام. * نقلاً عن "المصري اليوم" ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.