تساهم الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني في السعودية بدعم الحرف والصناعات الشعبية كمصدر للعمل وكسب الرزق، وكذلك تساهم الهيئة في دعم الحرفيين السعوديين. ومن هذا المنطلق قدّم الفنان التشكيلي المعلم صالح الزهراني مع عدد من طلاب ثانوية سهيل بن عبد الله بجده وهم، خالد راشد الزهراني وعبد الرحمن ستر السلمي ومعاذ محمد حمزي وعبد الله القرني ورسام محمد النفيعي وحازم الزريري ومهند قليل الزهراني، مشروع فنّى تحت عنوان "ماضينا" يركّز على غرس مفاهيم صناعة الحرف اليدوية والآثار، وإنتاج قوالب وأعمال فنية تعكس طبيعة كل منطقة سعودية. وقد تمت المشاركة بهذا المشروع في مسابقة "إنجاز" السعودية، حيث أختير المشروع ضمن ثلاثة مشاريع فائزة على مستوى جدة، والتأهل للتصفيات النهائية على مستوى المملكة. الفنان صالح قال عن المشروع: "رأيت، كمعلم للتربية الفنية، أن أغرس حب الحرف اليدوية وإنتاجها والشعور بالفخر والاعتزاز في نفوس هؤلاء الطلاب، وفتح أعينهم إلى أنه يمكن لكل واحد منهم أن يكون له عمل ينتجه ويكسب منه رزقاً حلالاً، وبالتالي كان التوجه نحو دعم الإنتاج الحرفي، وذلك من خلال تدريبهم على إنتاج هذه الأعمال في هذه الورشة الحرفية التي خصّصناها للإنتاج، والتي في كثير منها علاقة مؤكّدة بالعمل اليدوي والحرف الشعبية الصغيرة. وأضاف قائلاً إن جميع الأعمال تستقي إلهامها من التراث الشعبي الكبير الذي تزخر به المملكة. ونلاحظ أن أغلب ما يوجد في السوق المحلّي من التحف الفنية مستورد من خارج السعودية ولا يعكس هويتنا ولا تاريخنا ولا تراثنا، وتمتلئ منازلنا بتلك التحف التي لا تمثل ذلك الإرث التراثي العظيم، بينما نحن في هذه الأعمال ركّزنا على الاستفادة من عناصر ومفردات التراث السعودي، لكي تكون ركيزة ننطلق منها لعكس هذا التراث في أعمالنا، مما يسهم في تخليده في الذاكرة ويساعد على تسليط الضوء عليه وحفظه في ذاكرتنا وعلى الأرض ونزيّن به منازلنا.