نشر موقع ويلا الإخباري الإسرائيلي تقريرا مطولا بشأن سلوك إسرائيل تجاه التدخل العسكري الروسي في سوريا، ونصب المنظومة الصاروخية الروسية المتطورة أس 400 في الأجواء السورية، مشيرا إلى أن الصواريخ التي أرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كفيلة بتغيير أوراق اللعبة في المنطقة. واعتبر الخبير العسكري أمير بوخبوط -الذي أعد التقرير- أن إسرائيل في أشد كوابيسها سوءا لم تتوقع أن تقف على حدودها هذه المنظومة الصاروخية، مما يتطلب منها التهيؤ لهذا الواقع الأمني والعسكري الجديد، والدفع بصناعاتها العسكرية إلى التفكير بحلول تكنولوجية لمواجهته. ونقل التقرير عن ضابط إسرائيلي كبير أن مثل هذه المنظومة الصاروخية الروسية كفيلة بأن تسقط طائرات فوق سماء تل أبيب، وقال إنه في الوقت الحالي قد لا تشكل هذه المنظومة خطرا على إسرائيل نظرا لطبيعة علاقتها مع روسيا، "لكن التحالفات المتغيرة من حين لآخر تبعا للمصالح الإستراتيجية والاقتصادية لا تضمن لأحد أن يقرر ما قد يحصل بين يوم وآخر". مخاوف وقلق وأوضح أن المنظومة الصاروخية الروسية فوق الأجواء السورية كفيلة بتشكيل تهديد حقيقي على التفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة، ولا بد من التكيف مع هذا المستجد "لعدم توفر معلومات أمنية وعسكرية كافية لكيفية سلوك الطيران الروسي، لأننا انشغلنا كثيرا بالطيران في الأجواء العربية". من جهته، قال الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يفتاح شابير إن المنظومة الصاروخية الروسية هي نسخة مطورة من منظومة أس 300 التي تحولت إلى منظومة أكثر فاعلية، معتبرا أنه على الرغم من وجود هذه المنظومة فإن التفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي يعبر عن نفسه من خلال الطلعات اليومية في الأجواء اللبنانية والسورية. بدوره، أكد الجنرال حاغاي توبولينسكي -الذي سيتنافس قريبا على رئاسة سلاح الجو الإسرائيلي- أن هناك حراكا يجريه الجيش لإيجاد آلية معقدة ومركبة بين سلاح الجو والأجهزة التكنولوجية الإسرائيلية، في محاولة مشتركة منهما لإيجاد الرد على مثل هذا التهديد. ورفض التطرق للدخول في التفاصيل، لكنه أشار إلى ضرورة توفر معلومات أمنية واستخبارية دقيقة حول هذه المنظومة، وآليات تشغيلها، وكيفية تصميمها، وهو ما بدأت القيام به هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية. وصول شحنة من الصواريخ على طائرة شحن عسكرية لقاعدة حميميم بسوريا (أسوشيتد برس) ليست تهديدا بدوره، ركز رئيس مؤسسة حوما في وزارة الدفاع الإسرائيلية عوزي روربين على أن هذه المنظومة هي ملك للروس وليس للسوريين، وأن روسيا ليست عدوة لإسرائيل. لكن روربين -وهو أحد مصممي منظومة حيتس للصواريخ المضادة- نبه إلى أن وجود أي خطأ فني تقني قد يحول الأمور إلى مشكلة إستراتيجية على مستوى المنطقة، "لكن من المهم التأكيد أن إسرائيل ليست في موضع تهديد مباشر من هذه المنظومة". واتفق رئيس المركز الإسرائيلي لأبحاث الفضاء الإستراتيجية تال عنبار مع سابقه، وقال إنه لا يشعر بالخطر الشديد من دخول المنظومة الروسية للعمل في الأراضي السورية، وأضاف أنه كانت لدى السوريين طوال السنوات الماضية قدرات عسكرية على إسقاط طائرات إسرائيلية لكنهم لم يقوموا بذلك. وختم الخبير العسكري أمير بوخبوط تقريره بقوله إن التوتر لا يزال سيد الموقف لدى رجال المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، وهناك جهود كبيرة لإيجاد حل لمثل هذا التحدي، خصوصا مع الاعتقاد السائد لدى الجيش بأن عهد العمليات السرية في الأراضي السورية سوف يتضرر كثيرا، ومع الرسائل التي يرسلها ضباط سلاح الجو "بأنه إن لم توجد إجابات جدية على هذه المنظومة فإن حياة الطيارين الإسرائيليين ستكون في خطر".