في أول زيارة لمسؤول سوري منذ نحو ثلاث سنوات، وصل إلى القاهرة أمس محمد وليد غزال، وزير الإسكان والتنمية العمرانية قادما من لبنان، لحضور فعاليات مؤتمر اتحاد المهندسين العرب الذي ينعقد في العاصمة المصرية اليوم (الأحد). وحرصت دوائر مصرية على نفي أي طابع سياسي للزيارة، وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «لا علم له بترتيب أي لقاءات ذات دلالة سياسية للمسؤول السوري». وقالت مصادر مسؤولة في مطار القاهرة الدولي إن الوزير السوري وصل على متن خطوط طائرات الشرق الأوسط اللبنانية، صباح أمس (السبت)، مشيرين إلى أن الوزير بقي لبعض الوقت في قاعة الاستراحة 27 من دون أن يستقبله أي مسؤول في الحكومة المصرية. وتعد زيارة الوزير السوري غزال هي الأولى لمسؤول كبير منذ أن قطع الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع سوريا منتصف يونيو (حزيران) عام 2013. وقال المستشار أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه لا علم له بوجود ترتيبات لعقد أي لقاءات للمسؤول السوري ذات أبعاد سياسية أو تحمل دلالة سياسية. ومن جانبه، قال هاني يونس المتحدث باسم وزارة الإسكان المصرية، لـ«الشرق الأوسط» إن وزارته ليست على علم بوجود الزائر السوري، وأنه لم يطلب لقاء بأي من مسؤولي الوزارة. وفي أعقاب تطورات الثورة السورية ضد حكم نظام الرئيس بشار الأسد، علقت الجامعة العربية أواخر عام 2011 عضوية سوريا في الجامعة. ومن المقرر أن يشارك غزال في فعاليات اتحاد المهندسين العرب، التي يتم خلالها بحث مختلف قضايا الهندسة في المنطقة العربية، وسط ترجيحات أن يلتقي المسؤول السوري خلال الزيارة مع عدد من المسؤولين والشخصيات المصرية والعربية. وتعبر القاهرة عن موقف ثابت تجاه القضية السورية، حيث يؤكد المسؤولون المصريون وقوفهم إلى جانب تطلعات الشعب السوري للحرية والديمقراطية، مشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا. وشاركت مصر في مشاورات فيينا التي اتفق فيها دبلوماسيون يمثلون الدول الداعمة لأطراف النزاع المختلفة في سوريا، منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على جدول زمني للتحول السياسي في سوريا، بهدف إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد، على الرغم من أن الاتفاق لم يحسم قضايا ظلت عالقة، مثل وضع الأسد وتحديد من مِن جماعات المعارضة السورية يمكن أن يصنف تحت لافتة تنظيم إرهابي.