×
محافظة المنطقة الشرقية

الصدعان: لجنة الانضباط بعين واحدة.. ركزت على هزازي وتركت أخطاء الأهلي

صورة الخبر

كثير من الناس ينظرون للأخلاق من زوايا مختلفة فمنهم من يراها أمراً مثالياً منهكاً لا يستطيع الوصول إليه، ومنهم من يراها أمراً ثانوياً لا يستحق العناية، ومنهم من يوليها الأهمية القصوى لأنه يعي أولويتها ويستمتع بكل أبعادها. وفي تعاطيهم مع الأخلاق يتفاوت الناس أيضاً، فهنالك من يعتقد أن الأخلاق هي الكلمة الطيبة، وهنالك من يعتقد أن الأخلاق أمر خاص بعلاقته برب العزة والجلالة، وإذا أتقن تلك العلاقة رمى بالباقي عرض الحائط، وهنالك من يعتقد أن الأخلاق هي التعامل بالحسنى مع ذوي القربى، وهكذا يختلف الناس في هذا المبدأ العظيم. ومن المهم هنا أن نعي جميعاً أن الأخلاق مبدأ كوني قبل الإسلام وبعد الإسلام حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، والنبي صلّى الله عليه وسلّم شدّد على أهمية هذا المبدأ العظيم حينما قال: «أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً»، واختصر الدين كله في الأخلاق حينما قال صلّى الله عليه وسلّم: «الدين المعاملة»، وأعطى للأخلاق وزناً عالياً يضاهي الصيام والقيام حينما قال صلّى الله عليه وسلّم: «يصل الإنسان بخلقه درجة الصائم القائم في الجنة»، والله حينما أراد أن يصف النبي صلّى الله عليه وسلّم في القرآن قال: «وإنك لعلى خلق عظيم». إذن الأخلاق هي سلوك في غاية الأهمية، وتؤكد فيه الأدلة أهمية العلاقة بين البشر فأنت لو تظاهرت بمظاهر الدين وصليت في الصف الأول وكانت علاقتك بالناس سيئة تؤذي هذا وتسرق هذا وتشك في هذا وتتصرف مع الناس بطريقة خاطئة لن تفيدك صلاتك ولا مظهرك لأنها يوم القيامة ستذهب سدى مقابل أن يأخذ الله حق الناس منك وتكون حينها مفلساً مدحوراً وتنتهي إلى الخطر الكبير. الأخلاق أمر واسع جداً فهي الأدب وحسن التعامل والتواضع والمرونة والبساطة، والتزام الحدود الشرعية، واحترام المبادئ الكونية، وتقدير الذات الإنسانية وليست ابتسامة صفراء، أو تزلفاً مقيتاً، أو تظاهراً عابراً تكشفه زلات لسان وخيانة أعين. ومن المهم هنا أن نعي أننا إذا تخلقنا بالأخلاق الحسنة فإن الفائدة أولاً ستعود علينا نحن، من حيث الراحة النفسية، والسعادة، قبل أن يرضى عنا الآخرون ويذكرونا بخير، حينها نصل إلى مصاف الطمأنينة وسمو الذوات النبيلة. حكمة المقال: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك